المقالات والبحوث

مَن هو السيّد الخوئي ؟

مَن هو السيّد الخوئي ؟
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


مَن هو السيّد الخوئي ؟

السيّد أبو القاسم الخوئي بن علي الأكبر بن هاشم الموسوي زعيم الحوزة العلمية على الاطلاق وأعلم العلماء في العصر الحاضر بلا مدافع وهو ( رحمه الله ) إحدى عجائب الدّهر ومحاسن الفخر ، مجدد علم الأصول في القرن الحالي ، وأستاذ الفقهاء والمجتهدين في حاضرات الشيعة الإمامية اعزهم الله ، وكل الفقهاء والعلماء في أيامنا هذه عيال عليه ولا يخرجون من دائرة آرائه الفقهية والأصولية ، وكأنه الشيخ الطوسي حينما جمدت عليه الطائفة قرناً من عمرها .
آلت إليه الزعامة والمرجعية على الاطلاق بعد رحيل السيّد الحكيم أي من عام 1390 هـ إلى عام 1413 هـ واصل التدريس في البحث الخارج طيلة ستين عاماً متواصلة وقد وهبه الله عمراً مديداً فكان مملوءً بالتدريس والمطالعة والتفكير والتأليف ولم يُفْرّط بهذا العمر يوماً واحداً .
يصفه الشيخ علي الهمداني بقوله : لم أر بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيّد الخوئي متمكناً من المادّة الدراسية بحيث إنه كان يلقي الدرس باكمله باللغة العربية الفصيحة . ويقول عنه : السيّد محمّد رضا الكلبايكاني : كان السيّد الخوئي شمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة على مدى خمسين عاماً.
وبعد هذا علينا ذكر ما سطره ( رحمه الله ) قلمه الشريف في ترجمة حياته في معجمه حيث كتب شيئاً من بدايات حياته المباركة ، قال رحمه الله) :
أبو القاسم بن علي أكبر هاشم الموسوي الخوئي مصنف هذا المعجم وجرياً على عادة الرجاليين في تحرير تراجمهم عندما يصل دور اسمهم حَرَّرْتُ هذه الترجمة الموجزة عند وصول طبع هذا المعجم إلى هذا الموضع .
ولدت في بلدة خوي من بلاد آذربيجان في الليلة 15 من شهر رجب سنة 1317 هـ وبها نشأت مع والدي واخواتي واتقنت القراءة والكتابة وبعض المبادي حتّى حدث الاختلاف الشديد بين الأمة لأجل (( حادثة المشروطة )) فهاجر المرحوم والدي من أجلها إلى النّجف الأشرف سنة 1328 هـ والتحقت به في سنة 1330 هـ برفقة أخي الأكبر المرحوم السيّد عبد الله الخوئي وبقية افراد عائلتنا .
وحين وصلت النّجف الأشرف الجامعة الدينية للشيعة الإمامية ابتدأت بقراءة العلوم الأدبية والمنطق ، ثمّ قرأت الكتب الدراسية الأصولية والفقهية لدى الكثير من اعلامها منهم سيدي المرحوم العلامة الحجة الوالد ثمّ حضرت الدروس العليا على اكابر المدرسين في سنة 1338 هـ اخص منهم الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشيعة ، الشيخ مهدي المازندراني ، الشيخ ضياء الدين العراقي ، الشيخ محمّد حسين الاصفهاني ، والشيخ محمّد حسين النائيني ، وأن الأخيرين أكثر تتلمذت عليه فقهاً وأصولاً فقد حضرت على كُلً منهما دورة كاملة في الأصول ، وعدّة كتب في الفقه حفنةً من السنين وكنت أُقرِّر لحث كُلً منهما على جمع من الحاضرين في البحث ، وفيهم غير واحدٍ من الافاضل ، وكان المرحوم النائيني آخر استاذ لازمته ، ولي في الرواية مشايخ أجازوني أنْ اروي عنهم كتب أصحابنا الإمامية وغيرهم ، ولذا أروي بعدة ذرق كتبنا الاربعة (( الكافي ، الفقيه ، التهذيب ، الاستبصار )) والجوامع الأخيرة (( الوسائل ، البحار ، الوافي )) وغيرها من كتب أصحابنا ، فمن تلك الطرق ما أرويه عن شيخي النائيني عن شيخه النوري بطرقه المحرَّرة في خاتمة كتابه مستدرك الوسائل المنتهية إلى أهل بيت العصمة والطهارة .
وقد أكثرت من التدريس وألقيت محاضراتٍ كثيرةٍ في الفقه والاصول والتفسير ، وربّيت جَمّاً غفيراً من من أفاضل الطُّلاب في حوزة النّجف الأشرف فألقيت محاضراتي في الفقه دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الأعظم الانصاري ، كما دَرَسَتُ جُملةً من الكتبِ الأخرى ، ودورتين كاملتين لكتاب الصلاة ، وشرعت في 27 ربيع الأول سنة 1377 هـ في تدريس فروع العروة الوثقى لفقيه الطائفة الشيد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي مبتدءاً بكتاب الطهارة حيث كنت قد دَرَّسْتُ الاجتهاد والتقليد سابقاً وقطعت شوطاً بعيداً فيها والحمد لله ، حيث وصلت إلى كتاب الاجارة ، فشرعت فيه في يوم 26 ربيع الأول سنة 1400 هـ وقد أشرفت على انجازه الآن في شهر صفر سنة 1401 هـ وألقيت محاضراتي في الاصول ستُّ دوراتٍ كاملات ، امّا السابعة فقد حال تراكم أشغال المرجعية دون إتمامها فتخليت عنها في مبحث الضد .
في غضون السنين السابقة شرعت في تدريس تفسير القرآن بُرْهَةً من الزمن إلى أنْ حالت ضروفٌ قاسيةٌ دون ما كنتُ أرغب فيه من إتمامه ، وكم كنت أودْ انتشار هذا الدرس وتطويره وإنّي أَحْمَدُ الله تعالى على ما انعم به عليّ من مواصلة التدريس طيلة هذه السنين الطوال ، وما توفقت إلا في الضرورات كالمرض والسفر ، حيث تشرفت بحج بيت الله الحرام عام 1353 هـ وتشرّفْتُ بزيارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) عام 1350 هـ وعام 1368 هـ وقد قرر مجموعة كبيرة من أفاضل تلامذتي ما ألقيته عليهم من دروسٍ في الفقه والأصول والتفسير طبع جملة منه (1) .
واهم هذه الكتب التي تركها السيّد الخوئي ( رحمه الله ) وهي بحق ثروة علمية ضخمة في المعارف الإسلامية ، قد أصبحت في يو

منا الحاضرمدار البحث والتدريس لكافة المستويات العلمية ، واهمّها : البيان في تفسير القرآن ، فقه القرآن على المذاهب الخمسة ، رسالتان في البداء ، رسالة في الخلافة ، معجم رجال الحديث ، أمّا كتبه الفقهية والأصولية فلا داعي لذكرها فهي مشهورةٌ شهرةً عظيمة عند أهل العلم والعلماء ، وهي الآن مدار بحثهم واستدلالهم .
…………………………………
1) معجم رجال الحديث السيّد الخوئي /25/20 رقم 14697.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار