المقالات والبحوث

مَن هو العلاّمة الحلّي (قده) ؟

مَن هو العلاّمة الحلّي (قده) ؟
المصدر: واحة - وكالة ابناء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

 

مَن هو العلاّمة الحلّي (قده) ؟

 

فخر الشّيعة الشّيخ الأجل جمال الدّين أبو منصور الحسن بن يوسف بن عليّ بن محمّد بن المطهّر الحلّي ، وآل المطهر هي اسرة عربيّة من بني أسد أكثر القبائل العربيّة في الحلّة في وقته عدداً وعدّة ، وقد نبغ في هذه القبيلة علماء وحكماء ، وقد أخذ قصب السبق المترجم له .

الإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشّاعر الماهر علاّمة العلماء وفهامة الفضلاء أستاذ الدّنيا، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلاّمة عند الإطلاق والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق .

وكان ابن اخت المحقق وكان( رحمه الله) آيةً لأهل الأرض، وله حقوق عظيمة على زمرة الإماميّة والطائفة الحقة الشّيعيّة الاثني عشريّة لساناً وبياناً تدريساً وتأليفاً (1). 

ويقول صاحب كتاب نقد الرّجال حيث ما لهج بالصدق وقال : ويخطر ببالي أن لا اصفه إذ لا يسع كتابي هذا علومه وفضائله وتصانيفه ومحامده وله أكثر من سبعين كتاباً (2) . 

سطعَ نجم العلاّمة الحلّي في عالم المرجعيّة الشّيعية بعد رحيل نجيب الدّين المتقدم ذكره بين عامي 690 هـ و726 هـ وهي سنة وفاته ، وكان طليعة المرحلة السّادسة من مراحل الفقه توسع في البحوث الفقهيّة وطرح أساليب جديدة في النّقد والتّحليل وصنف كتباً متنوعةً بأساليب مستحدثة وتناول المسائل الخلافيّة بين الشّيعة والسُنّة، فبحثها بحثاً مسهباً ودَّونها في كتابه (( تذكرة الفقهاء )) فقدَّمَ بذلك خدمة جليلة لفقهاء الشّيعة، والكتاب لا غنى لفقيهٍ عنه، لما حواه من إيرإد لأدلة فقهاء المسلمين في كلّ مسألةٍ، ثمّ نقدها وناقشها .

تتلمذ العلاّمة في الفقه على المحقّق الحلّي المتقدم ذكره ، وفي الفلسفة والرّياضيات للمحقق الطّوسيّ، وكان متفوقاً على رفاقه في الدّرس وجرى ذكر نبوغه على ألسنة النّاس وهو لما يبلغ الحلم بعد، ومن هنا جلس على كرسي التّدريس بعد وفاة المحقّق، وتصدى للمنصب والزعامة والافتاء ، وفي عام 702 هـ طلب اليلذان غازان خان عالماً من العراق من علماء الإماميّة ليسأله عن مشكل وقع فيه، ووقع الاختيار على العلاّمة فناظر علماء بحضور السّلطان وتغلب عليهم وادّى ذلك تشيع السلطان، وعدد كبير من الأمراء والوزراء، وقادة الجيش وأمر السلطان في تمام مماليكه بتغيير الخطبة وإسقاط أسامي الثّلاثة عنها وذكر أسامي أمير المؤنين وسائر الأئمّة على المنابر، وبذكر ((حي على خير العمل)) في الآذان وبتغيير السّكة وحذف أسماء الثّلاثة منها ونقش أسماء الأئمّة فيها، وبقي العلاّمة ملازماً له، وشرع بتشييد أساس الحقّ وترويج المذهب وكتب عدة كتب ورسائل بطلب منه كمنهاج الكرامة ونهج الحقّ والرّسالة السّعديّة .

وفي سنة 716 هـ توفي السّلطان غازان خان ورجع العلاّمة الى مدينة الحلّة واشتغل فيها بالتّدريس والتّأليف وتربية العلماء، ولم يخرج منذ رجوعه إليها حتّى وفاته إلّا إلى الحجّ الّذي كان في أواخر عمره وبقي على هذه الوتيرة إلى أن وآفاه الأجل في المحرم الحرام سنة 726 هـ .

أمّا مؤلفاته فنعم ما قال في حقّها السيّد محسن الأمين في كتابه أعيان الشّيعة: فرغ من تصنيفاته الحكميّة والكلاميّة وأخذ في تحرير الفقه من قبل أن يكمل له 26 سنة ، سبق في فقه الشّريعة وألّف فيه المؤلفات المتنوعة من مطولات ومتوسطات ومختصرات، فكانت محط أنظار العلماء من عصره إلى اليوم تدريساً وشرحاً وتعليقاً، فألّف من المطولات ثلاثة كتب لا يشبه واحد منها الآخر وهي:

 ـ المختلف، ذكر فيه أقوال علماء الشّيعة وخلافاتهم وحججهم، ـ والتّذكرة، ذكر فيها خلاف علماء غير الشّيعة وأقوالهم واحتجاجاتهم، 

ـ ومنتهى المطلب، ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين، وألّف من المتوسطات كتابين لا يشبه أحدهما الآخر وهما: القواعد، فكانت شغل العلماء في تدريسها وشرحها من عصره إلى اليوم وشرحت عدة شروح، والتّحرير، جمع أربعين ألف مسألة وألّف من المختصرات ثلاثة كتب لا يشبه أحدهما الآخر، وهي إرشاد الأذهان تداولته الشّروح والحواشي أخصر، وإيضاح الأحكام أخصر منه، والتّبصرة لتعليم المبتدئين أخصر منهما. 

وفاق في علم أصول الفقه والّف فيه أيضاً المؤلفات المتنوعة من مطوّلات ومتوسطات ومختصرات، كانت كلّها ككتبه الفقهيّة محط أنظار العلماء في التّدريس وغيره، فألّف من المطولات النّهاية في مجلدين كبيرين ومن المتوسطات التّهذيب كان عليه مدار التّدريس قبل كتاب معالم الأصول وشرح مختصر ابن الحاجب اعجب به الخاصّة والعامّة حتّى قال ابن حجر إنّه في غاية الحسن ، ومن المختصرات مبادئ الأصول إلى علم الأصول. 

وبرع في الحكمة العقليّة حتّى أنّه لاحظ الحكماء السّابقين في مؤلفاته وردَّ عليهم وحاكم بين شرّاح الاشارات لابن سينا وناقش النّصير الطوسي وباحث الرئيس ابن سينا وخَطَّأه.

وألّف في علم اصول الدين وفن المناظرة والجدل وعلم الكلام من الطبيعيات والالهيات والحكمة العقلية خاصة ومباحثة ابن سينا والمنطق وغير ذلك من المؤلفات النافعة المشتهرة في الاقطار من عصره إلى اليوم من مطوّلات ومتوسطات ومختصرات.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار