المقالات والبحوث

لا يخفى على أحد أن ظاهرة إنتشار الفقر تحولت الى وباء خطير ، ولايمكن معالجتها والحد منها بالشعارات البراقة/ بقلم العلّامة الشّيخ حيدر اليعقوبي(أعزه الله تعالى)

لا يخفى على أحد أن ظاهرة إنتشار الفقر تحولت الى وباء خطير ، ولايمكن معالجتها والحد منها بالشعارات البراقة/ بقلم العلّامة الشّيخ حيدر اليعقوبي(أعزه الله تعالى)
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

لا يخفى على أحد أن ظاهرة إنتشار الفقر تحولت الى وباء خطير ، ولايمكن معالجتها والحد منها بالشعارات البراقة/ بقلم العلّامة الشّيخ حيدر اليعقوبي(أعزه الله تعالى)

في يوم ١٧/ تشرين الأول ( أكتوبر ) الذي جعلوه يوماً عالمياً للقضاء على الفقر ، وكأننا لا نعلم أن أهم أسباب الفقر في هذا العالم إنما هو جشع وإستغلال تلك الحكومات المسيطرة على القرارات والشؤون العالمية ، وعدم عدالة أغلب المنظمات الدولية وعدم مصداقيتها ..
فعلى من يضحكون ، ومن يخدعون ؟
فأغلب الشعوب اليوم ( وخصوصاً في بلادنا ) صارت تحت خط الفقر ، مع أن لهم حقوق وإمتيازات ضيعتها الحكومات الجائرة بتعاون وغطاء من الدول الكبرى ، ولهم خيرات ومنافع فيها صادرتها الحكومات الجائرة بتعاون وغطاء من الدول الكبرى
ثم تأتي هذه الدول ومنظماتها فيضعون الخطط والبرامج ، لتنظيم الأسرة وتحديد مستقبل البشرية من حيث العدد ومستوى المعيشة .
وقد ذكرنا في منشور سابق ان مشاكل العالم اليوم الإقتصادية والإدارية والحياتية والبيئية ، ليست بسبب الكثافة السكانية بقدر ما هي بسبب الظلم ، وترف المتنفذين ، وسوء التوزيع ، والإستخدام المفرط للأموال ومصادر الثروات في بناء الترسانات العسكرية المهولة ، بحجة الدفاع عن الأمن القومي والإقليمي والمصالح العليا ونحو ذلك مما يرهق البشرية ويزيد من معاناتها .
نحن هنا نسألهم في هذا اليوم وفي كل يوم : ما قيمة الدخل الشهري للفرد الواحد ، مقابل قيمة الدخل اليومي وليس الشهري للتفاهات والترف المصروف عالمياً في تلك المؤسسات التي تتحدث بلسان الوصاية على الشعوب ..

أما الإسلام (دين الله تعالى ) فقد وضع عدة حلول عملية لمعالجة ظاهرة الفقر ، فقد أكد في أساسيات منظومته التشريعية والأخلاقية والإجتماعية على مبدأ التعاون في وجوه البر والصلاح ، وأهمية تقديم العون والمساعدة للمحتاجين مادياً ومعنوياً ..
حيث يقول الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ ، وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ )
وفي نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف أمثلة كثيرة تؤكد وتشجع على فعل الخيرات في وجوه البر مادياً ومعنوياً ..
حتى لقد ورد في الحديث عن النبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد إذا ‏ ‏اشتكى ‏ ‏منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
هكذا يريدنا الإسلام أن نكون ..
إحساس وشعور بهموم الآخرين ، وتكافل وتآزر من أجل رفع أو تخفيف معاناة الفقراء و المحتاجين ..
كل ذلك بدافع من الرحمة والرأفة ، وباعث من العطف والشفقة ، من قلوب طيبة بيضاء نقية ، يحرص الإسلام على أن تكون فينا ، وبين أضلعنا ..
هذه رسالة الإسلام الأصيل للعالم أجمع ، في كل يوم ، وليس في يوم محدد .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار