المقالات والبحوث

بحث حول الرواية التي يقدمها المولوية كدليل على نفي التقليد بقلم الشيخ علي حسن الغزالي

بحث حول الرواية التي يقدمها المولوية كدليل على نفي التقليد   بقلم  الشيخ علي حسن الغزالي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


بحث حول الرواية التي يقدمها المولوية كدليل على نفي التقليد

بقلم  الشيخ علي حسن الغزالي

كما تعلمون أن العراق يواجه في هذه الفترة اشكال واسعة من الحركات المنحرفة و المشبوهة و أحد هذه الحركات ( المولوية ) التي تدعي نفي حجية التقليد و إن اتباع العلماء باطل و دليلهم هو رواية عن الامام الصادق عليه السلام يقول فيها ( اياكم و التقليد ) كما سننقلها لكم
قال الصادق ع ((إياكم و التقليد فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فلا و الله ما صلوا لهم و لا صاموا و لكنهم أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فقلدوهم في ذلك فعبدوهم و هم لا يشعرون )) تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد ص ٧٣

هذا هو دليلهم ولنا مع هذه الرواية مناقشة من عدة جهات مهمة جدا

الجهة الأولى : التتبع السندي
هذه الرواية كما ترونها وردت في كتاب تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد كما تشاهدونها أمامكم مع المصدر ولكن المشكلة في أمرين
اولا : أن الشيخ المفيد لم يذكر لهذه الرواية أي سند !!!
ثانيا أن هذه الرواية وردت في كتاب الكافي مع سندها ولكن بغير صيغة كما نراها .
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الله بن يحيى، عن
ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: " اتخذوا أحبارهم و
رهبانهم أربابا من دون الله " (٢)؟ فقال: " أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم
ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون.
الكافي للشيخ الكليني ج ١ باب التقليد

ولو لاحظنا أن الراوية التي وردت مع سندها في كتاب الكافي من دون عبارة ( اياكم والتقليد فإنه من قلد في دينه هلك )
هذه العبارة مزيدة في طريقة نقل الشيخ المفيد وكما نبهنا أن الشيخ المفيد نقلها بلا سند او مصدر أما الشيخ الكليني في كتاب الكافي نقلها مع المصدر بدون هذه العبارة

وهنا عدة احتمالات
الاحتمال الأول : أن العبارة كانت ليست مع الرواية في كتاب الشيخ المفيد وانما كانت من تعليقاته الخاصة وهذا يتناسب مع كتاب تصحيح الاعتقاد لانه ليس كتاب روائي وانما كتاب بحثي وتم دمجها مع الرواية خطأ في الطباعة

الاحتمال الثاني : أن العبارة مزيدة في كتاب الشيخ المفيد عمدا وتزويرا في العصور التي مابعد الشيخ المفيد

الاحتمال الثالث : انها واردة برواية تختلف عن الرواية التي نقلها صاحب الكافي فتكون رواية الشيخ المفيد لاحجية لها لأنها بلا سند .
وبهذا تسقط الرواية عن أي اعتبار

الجهة الثانية : مناقشة المتن
أن هذه الرواية اذا قبلنا بها فإنها سوف تكون قابلة للنقاش من جهتين
اولا : من جهة ماذا يقصد الامام من التقليد هل هو الاجتهاد ام الاستحسان

فإن مفهوم تقليد العلماء كان غير موجود في زمن الامام الصادق عليه السلام لان التقليد عندنا نحن الأمامية بدأ مع الغيبة الكبرى وهذا واضح فكيف يكون الإمام قد نهى عن أمر غير موجود في زمنه ؟ لان النص الإلهي عند الأمامية مستمر مع وجود الأئمة فلا يحتاجون التقليد .

أما عند غير الأمامية لباقي المذاهب كان في عصر الامام الصادق عليه السلام موجود لأنه عندهم عصر النص انتهى مع استشهاد الرسول الاكرم صلى الله عليه واله فانتشر في عصر الامام الصادق عليه السلام تقليد العلماء الذي يعطون الرأي بالاستحسان والقياس وماشابه ذلك فنهى عنه الامام وكان هو المقصود
أما التقليد عندنا الأمامية هو عبارة عن استنباط الحكم من القرآن والسنة وليس بالاستحسان و الاستنباط

الجهة الثالثة : الإدانة
أن المولوية يقولون العلماء باطل ونقلوا الرواية من الشيخ المفيد والشيخ المفيد كما هو واضح كان مرجعا دينيا وتقلده الناس
فأقول كيف يحتج المولوية بطريق العلماء وهم من نقل الرواية وبنفس الوقت يقولون العلماء باطل
من جانب ثاني أن المولوية يعتقدون بأن صاحبهم هو يماني أهل البيت ويقدمون لك الروايات المنقولة من كتب الشيخ الطوسي وصاحب الوسائل و الشيخ المفيد وغيرهم
نسألهم انتم تقولون العلماء باطل وتثبتون عقائدكم بروايات نقلها هؤلاء العلماء الذين تقولون هم باطل واسقطتم طريق العلماء
فكيف تثبتون طريقكم ؟!!!

اعتقد التناقض واضح واتمنى من شبابنا أن ينتبهوا لهذا التناقض.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار