المقالات والبحوث

القيام الحسيني أعظم من الثورة بقلم الشيخ عباس الناصري

 القيام الحسيني أعظم من الثورة     بقلم الشيخ عباس الناصري
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 


القيام الحسيني أعظم من الثورة

بقلم الشيخ عباس الناصري
نحن نعلم علما يقينيا بوجود بعض الصالحين في عصر إمامنا الحسين عليه السلام، حيث ذكر لنا التاريخ اسماءهم وخصائصهم وبعض مواقفهم الكبيرة.
لكننا وفي نفس الوقت نعلم أن السواد الأكبر من الناس آنذاك وبحسب الاثباتات والنقولات التاريخية لم يكن صالحا، لا ذاتا ولا موقفا، بل وصل الأمر بالواقع الديني حينها إلى التيهان الإيماني والأخلاقي، حتى صح لبعض المحققين ان يصف المجتمع وواقع الأمة الإسلامية آنذاك بانه: ((واقع ميت....فيه أمة ميتة... وأفراد ميتون)).
من هنا كان للامام المصلح والحجة المنقذ عليه افضل الصلاة والسلام ذلك الدور الكبير في بث الروح والحياة في جسد الأمة؛ لتحيى من جديد، قال تعالى: ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان الله سميع عليم)).
اذن نهضة إمامنا الحسين عليه السلام نهضة إحيائية، وقيامه قيام احيائي، لايناسبه ولا ينصفه ان يوصف بأنه ثورة؛ إذ لا تتعدى الثورة في منظومتها القيمية ان تكون انتفاضة بسيطة وعشوائية، قد لا تتوفر على أبسط مقومات الصلاح والإصلاح.
ان الامة التي لا تفرق بين القيام الاحيائي المستند إلى القيمة والمبدئية التي نقشت اروع الصور والمواقف في اذهان ذلك السواد التائه وبين الثورة السطحية الساذجة والانفعالية، لا يمكنها أن تغير من واقعها الإيماني والأخلاقي اي شيء، وإن نذرت او لطمت او مارست أي نوع من الممارسات السطحية.
ومن هنا كان لزاما على النخب الحسينية الولائية، من مفكرين وخطباء ورواديد وخدمة مواكب وغيرهم، ممن نذروا أنفسهم للحسين ونهضته العظيمة ان ينبهوا الأمة الإسلامية إلى أهمية معرفة ووعي هذه المفاهيم والتمييز بينها؛ ليتحرك الجميع ضمن نطاق الولاء الواعي والهادف الذي يحرر الأمة من عبوديتها، ويعيد إلى المستضعفين الأمل والرجاء.
هذه هي واقعة كربلاء، وهذا هو إمامنا الحسين بن علي عليهما السلام...رجل احيى أمة كادت أن تمحى من الوجود لولا قيامه الإلهي.
وإذ يمر المؤمنون هذه الأيام بذكرى هذا القيام الإلهي فحري بهم جميعا أن يتعلموا من أمامهم الحسين عليه السلام: كيف يكونوا قادة يفكرون، بل يعيشون هم إحياء أمتهم ومجتمعهم، من خلال نشر القيم الحسينية الهادفة، ودراسة القيام الحسيني من جميع جوانبه، سواء ما يتعلق منها بالفكر والعقيدة، أو ما يتعلق بمواقف ابطال الطف الذين ضحوا بكل وجودهم من أجل نصرة الحق والحقيقة، ولم يلتفتوا مطلقا إلى مغريات الدنيا والشيطان والنفس الأمارة بالسوء التي لا تريد للإنسان أن يرقى بنفسه، فضلا عن مجتمعه نحو الكمال والحياة الانسانية.
عباس الناصري

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار