أخبار المراجع والعلماء

المرجعيّةُ الدّينيّة تدعو الى الاستفادة من الأمطار والحفاظ على الثروات المائيّة ومنع هدرها وتنتقد النزاعات المسلّحة على تقاسم المياه

المرجعيّةُ الدّينيّة تدعو الى الاستفادة من الأمطار والحفاظ على الثروات المائيّة ومنع هدرها وتنتقد النزاعات المسلّحة على تقاسم المياه
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


المرجعيّةُ الدّينيّة تدعو الى الاستفادة من الأمطار والحفاظ على الثروات المائيّة ومنع هدرها وتنتقد النزاعات المسلّحة على تقاسم المياه...


شدّدت المرجعيّة الدينيّة على ضرورة حفظ الثروة المائيّة ومنع هدرها لكونها نعمة وعلينا الحفاظ عليها، وأن نهتمّ بها وأن لا نبذّر ولا نُسرف ونتعامل معها كنعمة، كما انتقدت المرجعيّة الدينيّة النزاعات المسلّحة على تقاسم المياه، مبيّنةً أنّ العنف ليس الطريقة المُثلى لحلّ المشاكل، ونسمع أحياناً أنّها تكون بالسلاح وتُراق فيها دماء وتُجَيَّشُ لها رجال بسبب مسائل بسيطة للغاية وساذجة أحياناً، وللأسف يكون منطق الحلّ هو السلاح والعنف، فندعو الى عدم اللجوء الى العنف في مشاكل المياه وتقاسمها وحلّها بالحكمة والهدوء.
جاء ذلك خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المباركة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (29جمادى الأولى 1439هـ) الموافق لـ(16شباط 2018م) وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزُّه) وهذا نصُّها:

(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) – سورة الحجر-.وقال ايضاً في سورة الواقعة: (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69). موضحا ان هناك اكثر من آية تحدثت عن الأهم من الثروات الطبيعية التي وهبها الله تبارك وتعالى لنا، وهذه النعم الكثيرة التي بعضها نحيط به والبعض الاخر لا نحيط به لكن معلوم ان نعمة الماء هي نعمة خاصة وهذه نعمة نحتاجها يومياً فنبني بهذه النعمة انفسنا ونتقوى بها ويشتد عودنا ونعمّر الارض ونزرع فأي شيء بلا ماء لا قيمة لها (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، هذه الآية التي عرضتها على مسامعكم تشير الى نكتة مهمة في قضية الماء..

واضاف بعد ان يبين القرآن الكريم ما قبل هذه الآية وما بعدها اذ يقول الله تبارك وتعالى: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22).
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) مشيرا بقوله لاحظوا الرياح تلقّح او الرياح تنقل.. والشاهد ما نريد ان نبين هذا اليوم بحمد الله تعالى وامس وان شاء الله تعالى دائماً ينزل الماء ويكون رحمة للجميع..
ثم قال تعالى: (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) مشيرا الى انالفائدة التي تريدون حصلت، ثم يعطف القرآن الكريم القضية في نقطة مهمة (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)..التفتوا معي لهذه المسألة.. انا كما قلت دائماً الكلام ليس تفسيراً حرفياً للآيات الشريفة ولا ندعّي ذلك وانما اشارة لبعض نكت القرآن لاعتقادنا انه دائماً نكات القرآن هي معنا.. لا نقف عند حدث، عندما تحدثنا عن فرعون لا نتحدث عن البطاقة الشخصية لذلك الفرعون مع مصر وانما نتحدث عن سلوك اسمه سلوك فرعوني تميز به ذلك الشخص واصبح هذا السلوك عند كثيرين فكل من يسلك هذا السلوك يدخل في خانة الفرعون وعليه ان يتحمل هذه الصفة لأنه فعل عين الفعل وهكذا عندما نتعامل مع مصلح كموسى (عليه السلام) او النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) او كالانبياء عليهم السلام ايضاً تارة نتحدث عن البطاقة الشخصية وهي مهمة وواجبة علينا ان نعتقد وتارة ايضاً نتكلم عن منهج اصلاحي قاده الانبياء (عليهم السلام) او من يمثل الانبياء بهذا المعنى ايضاً نتحدث هذا المنهج له خصائص وهذا المنهج ايضاً له خصائص..
فإذن القرآن الكريم عندما نتحدث عن الظالمين ايضاً الظالم هو الذي يسلب الحق هذا الظالم سواء كان قبل الف عام او خمسمئة عام او الان او بعد الف عام..

وختم بقوله ان هذا ما عندنا وما سمح به الوقت سائلين الله تبارك وتعالى بهذا اليوم المبارك يوم الجمعة وبهذه اللحظات التي ينزل فيها الغيث والمطر ويكون مطر خير لنا ولا علينا والله تعالى ينعش الارض ويروي اراضينا ويكثر زرعنا بحق محمد وآله وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار