المقالات والبحوث

رجب الاصب شهر الرحمة الالهية

رجب الاصب شهر الرحمة الالهية


رجب الاصب شهر الرحمة الالهية

(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف.
عندما نقرأ الروايات المتواترة حول فضل شهر رجب نجد ان هناك تأكيد من قبل الائمة (عليهم السلام) في استغلال هذا الشهر الفضيل, لما فيه من الالطاف الالهية والرحمة والوافرة وهي فرصة قد لا تتكرر الا اذا انعم الله تعالى علينا بطول العمر للعام القابل, من اجل ذلك ينبغي التزود بهذه العطايا الالهية وهو بطبيعة الحال زادٌ للمؤمن في الآخرة وقبل ذلك فرصة للرقي والتدرج في الايمان والقرب الالهي.
 فعن أبي رمحة الحضرمي قال : سمعت جعفر بن محمد بن علي (عليه السلام) يقول : ( إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم اناس يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكللة بالدر والياقوت مع كل واحد منهم الف ملك عن يمينه والف ملك عن يساره يقولون هنيئا لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: عبادي وأمائي وعزتي وجلالي لأكرمن مثواكم ولأجزلن عطاياكم ولأوتينكم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين أنكم تطوعتم بالصوم لي في شهر عظمت حرمته وأوجبة حقه ملائكتي أدخلوا عبادي وامائي الجنة, ثم قال جعفر بن محمد عليه السلام : هذا لمن صام من رجب شيئا ولو يوما واحدا من أوله أو وسطه أو آخره).
لاحظ كل هذا الخير الوافر لمن صام اياما من شهر رجب ولا نغفل عن الاذكار والمناجاة والاستغفار والتهليل وغير ذلك من اعمال شهر رجب فان فيها من الآثار العظيمة, وكلها تساهم في تغيير شخصية العبد فهي تخلق حالة تكاملية لدى الفرد المؤمن لما يجعله في تواصل دائم مع الله تبارك وتعالى لان الذكر جلاء للقلب وطمأنينة للقلب وجلب للسرور والسعادة وقضاء على الوحشة وفيه نظارة للفكر واستقامة في السلوك وتحصين دائم للنفس من مخاطر وساوس الشيطان واستحقاق عون الله وتأييده في الدنيا,  روى الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) قال (كان يعجبه أن يفرِّغ نفسه أربع ليال في السنة، وهي أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النحر) لما ورد من أن الرحمة تُصبّ فيه صبّا حتى سُمِّي رجب الأصب.
وهناك توجيه لطيف للمرجع اليعقوبي (مد ظله) في استغلال هذه الالطاف الالهية حيث يقول : فعلينا أن نؤهل أنفسنا لتلقي هذه الألطاف الإلهية، بمزيد من الالتفات والذكر والمراجعة لعلاقتنا مع الله تبارك وتعالى فالأعمال الصالحة التي كنّا نؤدّيها نداوم عليها ونحسِّن أداءها، والتي كنّا لا نؤديها نبادر إلى الاتيان بها، والتي كنا نؤدي جزءاً منها نكملها، وإذا وُجد في برامج حياتنا تضييع وتفريط بالوقت الثمين من أعمارنا فيما لا ينفعنا في الآخرة فعلينا أن نتجنبه ونحوّله إلى وقت مثمر ومنتج بالأعمال الصالحة.
فمن كان يؤدي الصلاة في أوقاتها وفي المساجد ويؤدّيها جماعة فليحافظ عليها وليواظب فإنّها كالدواء الذي له وقت معين لتناوله وإذا لم يلتزم بالوقت المحدّد فإنه يفقد جزءاً كبيراً من منفعته.
ومن كان لا يؤدي صلاة الليل أو يكتفي بركعتي الشفع والوتر منها ليضاعف همّته ويواظب عليها فإن المقامات المحمودة عند الله تبارك وتعالى لا تُنال بغير التهجّد بالليل قال تعالى مخاطباً نبيّه العظيم (صلى الله عليه وآله) (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) (الإسراء/79).
لذا اقول: انقضت العشرة الاولى من هذا الشهر المبارك فهل توزدنا بهذه الالطاف الالهية ام فاتنا الخير الكثير نتيجة غفلتنا وتعلقنا بالماديات الدنيوية الزائلة, لنعيد النظر ونحاول ان نتدارك ما بقي منه ,  نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل رضاه ومن أهل طاعته في هذا الشهر المبارك.

بقلم الشيخ مقداد العيد

 

 

----------------------------------------------------------
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
© Alhawza News Agency 2017

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار