المقالات والبحوث

تعليقات على دُعَاءِ شَهرِ رَجَب [اللهُمَّ إنِي أسألُكَ بِمَعَانِي جَمِيعِ مَا يَدعُوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِك]، بقلم الحاج عماد الهلالي

تعليقات على دُعَاءِ شَهرِ رَجَب [اللهُمَّ إنِي أسألُكَ بِمَعَانِي جَمِيعِ مَا يَدعُوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِك]، بقلم الحاج عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


تعليقات على دُعَاءِ شَهرِ رَجَب
[اللهُمَّ إنِي أسألُكَ بِمَعَانِي جَمِيعِ مَا يَدعُوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِك]، بقلم الحاج عماد الهلالي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدعاء الشريف هو من الأدعية التي يواظب عليها المؤمنون في شهر رجب بعد أن أصبحت كتب الأدعية -والحمد لله- في كل بيت من بيوتهم مثل الكتاب المبارك مفاتيح الجنان وغيره.
إلا أن المؤسف أنه وكثير من الأدعية الأخرى يشتمل على ألفاظ مبهمة لا يتيسر لعامة المؤمنين معرفة معانيها فتراهم يدعون بها ثقة برواتها وتسليماً لمن رويت عنه من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، ولكن قد تخطر في ذهن بعض الأفراد أوهام خاطئة حول بعض معانيها أو إشكالات ناتجة من تصورات عقائدية معينة أو شكوك يطرحها أشخاص آخرون فيتعكر صفو الدعاء وروحية الداعي.
ولا لوم على أصحاب الكتب الذين رووها مجردة فالأدعية كثيرة جداً بفضل الله عز وجل ولا تسع الكتب لتفصيلها إلا بكتاب مستقل لكل دعاء، كما أن بعضها لا يتم التعرف عليه إلا بالمواظبة والتفاعل معه، وبعضها أُبهم لغاية في نفس الإبهام كبعض فقرات دعاء السمات.
ومن تلك الأدعية دعاء شهر رجب الذي يبدأ (اللَهُمَّ إنِّي‌ أَسْأَلُكَ بِمَعَانِي‌ جَمِيعِ مَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاَةُ أَمْرِكَ) فقد سمعنا الثناء عليه من جملة من علمائنا العارفين، ومع ذلك فهو يتضمن بعض الفقرات المعمقة التي لا يتيسر في الأذهان معرفة معانيها، فقمنا بجمع بعض التعليقات والتوضيحات عليها من مصادر متفرقة ورتبناها بهيئة شرح وفقرات ليتيسر للمؤمنين الاطلاع عليها قبل فوات هذا الشهر العظيم.

روي عن الشيخ الطوسي (قدس سره) عن جماعة عن ابْنِ عَيَّاشٍ ؛ قَالَ: مِمَّا خَرَجَ على يَدَي‌ِ الشَّيْخِ الكَبِيرِ أَبِي‌ جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ رَضِي‌َ اللَهُ عَنْهُ مِنَ النَّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ، مَا حَدَّثَنِي‌ بِهِ خَيْبَرُ بْنُ عَبْدِ اللَهِ ؛ قَالَ: كَتَبْتُ مِنَ التَّوْقِيعِ الخَارِجِ إليْهِ:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ادْعُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ رَجَبٍ:
اللَهُمَّ إنِّي‌ أَسْأَلُكَ بِمَعَانِي‌ جَمِيعِ مَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاَةُ أَمْرِكَ،.. إلى قوله: يَا ذا الجَلالِ والإِكرَامِ.

وقد أورد هذا الدعاء كلّ من‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ (مصباح‌ المتهجّد)، والشيخ‌ الكفعمي‌ّ في‌ كتابه‌ (المصباح‌)، وكتابه‌ الآخر (البلد الأمين‌)، والسيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ (الإقبال‌)، والعلاّمة‌ المجلسي‌ّ عنهم في‌ (البحار: ج‌ 20)؛ وقد استحسنه‌ جميعهم‌.
وقد جرت سيرة علمائنا في‌ الماضي‌ وطريقتهم على العمل‌ بهذه‌ الأدعية‌ والزيارات‌ وعدم‌ الالتفات‌ إلى‌ صحّة‌ السند، وليس كما هو المشهور اليوم في مباحث الفقه‌، ربما لأنهم وجدوا في المعاني السامية في هذا الدعاء قرائن خارجية للتأكد من صحة صدوره على منوال جبر السند بعمل الفقهاء أو للتسامح في أدلة السنن. بالإضافة إلى صعوبة تزوير التواقيع الشريفة وتثبّت رواة الأحاديث منها أحياناً بالاطلاع المباشر عليها كما أن وجود التواقيع أو ادعاءها لم يكن ليخفى عن رواة الشيعة وعلمائهم والفرصة للاطلاع على الرسائل الشريفة أكثر دون الروايات التي تنقل سماعاً فإنه يحتمل الخطأ فيها واسعاً. كما أن المطالب العقائدية المعمقة مرت على أسماع وأقلام الكثير من علمائنا ولم يجدوا بها مخالفة لعقائد المذهب الشريف.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار