المقالات والبحوث

زينب العقيلة ع الشخص والشخصية الخطيب الحسيني الشيخ عمار الشتيلي

زينب العقيلة ع الشخص والشخصية الخطيب الحسيني الشيخ عمار الشتيلي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


زينب العقيلة ع
الشخص والشخصية الخطيب الحسيني الشيخ عمار الشتيلي
______________
الاحتفاء بالانسان واحياء ذكراه ، يعني التوقف عند شخصه ، واستعراض جوانب حياته ، والتأمل في مسيرة عطائه .
ولكي يكون هذا الاستذكار للشخص كصفات ومؤهلات ، وللشخصية كعطاء وادوار ، ايجابيا و نافعا و هادفا ، ولكي يترك اثرا فكريا وروحيا واخلاقيا واجتماعيا وحركيا ، لابد من قراءة متوازنة لجميع المحطات التي تشكل ذات المحتفى بذكراه وبمسيرته .
ولعل التركيز فقط وفقط على جانب واحد من حياته، والاستغراق فيه يضيع على المتأملين والدارسين والعاشقين جوانب واضاءات ومواقف ونوادر وافكار لا تقل اهمية عن الجانب الذي اختزلت فيه كل الشخصية وعطائها .
ولهذا يجب ان يكون استذكار سليلة المجد حوراء ال محمد ع في ذكرى رحيلها ، وقفة تأمل وتعمق وتدبر وتحليل لكل ابعاد شخصها المقدس ، فهي إمرأة عالمة فهمة لبيبة جزلة تلميذة للنبوة و الإمامة .
ولكل محطات حياتها ،
وهي الشخصية المرشحة المؤهلة والوحيدة لقيادة الحركة التغييرية مع الرجل المعصوم في المجتمع الاسلامي ، في اخطر واحرج مراحل الصراع لإثبات وجود الرسالة ، وبقائها حية دائمة الامتداد عبر اجيال الإنسانية.
واحياءا لبعض المعاني والدروس في شخص وشخصية الصديقة الصغرى ع ، يسجل القلم :
____________
1 _ الطاعة التامة لولي الأمر عليه السلام ، والانصهار في بوتقة رؤاه وأهدافه ، والسير الواعي في خطا مشروعه ، قال الامام الحسين ع للحوراء ع ساعة الوداع :
( أخيه تعزي بعزاء الله
ان اهل الارض يموتون
واهل السماء لا يبقون
ولي ولك ولكل مؤمن ومؤمنة بجدنا رسول الله أسوة حسنة ) .
_______
2 _ استشعار معية الله تعالى في السراء والضراء ، والاطمئنان بقربه من نفس المؤمن وروحه ، وبعينه جل شأنه ما يبذله العبد وما يعانيه من أجله.
قال لها سيد الشهداء ع عند الوداع وهو يسلمها زمام المسؤولية :
( ان الله حافظكم وحاميكم ، وسينجيكم من شر الأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويعذب أعاديكم بأنواع البلاء ويعوضكم الله عن هذه البلية أنواع النعم والكرامة )
______________
3 _ الثبات والسكينة وعدم الانهيار في مواجهة الحدث ، فقد حملت جسد المولى ع نحو السماء ليلة الحادي عشر من المحرم وهو ممزق ، وقالت :
( اللهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) .
__________
4 _ استشراف المستقبل
والرؤية البعيدة للتخطيط الناجح ، قالت ع للامام السجاد ع ساعة مرورهم على اجساد القتلى يوم الحادي عشر من محرم :
( سينصب بهذا الطف علم كلما اجتهد ائمة الجور على محو اثره فلا يزداد الا علوا وارتفاعا ) .
___________
5 _ صيانة القيم وحفظ الثوابت ،وعدم التزلزل في احلك الظروف .
فقد تجلى حجابها وخدرها وتجللها قيمة اسلامية عفيفة ، حافظت عليها رغم وعثاء السفر ، وعناء السبي الشديد ، عبر الخط الجغرافي الطويل من كربلاء الى دمشق .
يقول خزيم الاسدي وهو يروي وقوفها المحمدي ، وخطابها العلوي ع في ميدان الكوفة :
مارايت خفرة انطق منها .
الخفرة : المرأة الشديدة الحياء .
_______________
6 _ تبيان ضريبة خذلان الحق ، والسكوت عن الباطل ، وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على المجتمع .
قالت ع في خطبتها الكوفية :
( ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة ).
_________
7 _ قراءة الموقف بدقة وتمعن واتزان وحكمة قبل الإدلاء باي تصريح او تصدير اي بيان ، وهنا تبرز معالم القيادة اللائقة
، يقول عنها ابن حجر :
( انها لبيبة عاقلة جزلة )
العاقلة وهي المرأة الحكيمة التي تضع الامور في مواضعها المناسبة ،
وتدير الأزمة وتسيطر عليها بحكمة عالية ، فهي ع لما كانت تقارع عبيدالله بن زياد وتفضحه ، خاطبته وقالت :
(ثكلتك امك يبن مرجانه ...)

ولما تحول الموقف سلبا باتجاه الإمام السجاد ع ، واراد الطاغية التوجه لقتله عليه السلام ، تبدلت طريقة كلامها فقالت :
( يابن زياد ) ....ولم تكرر ( يبن مرجانه ) ...ان اردت قتله فاقتلني قبله ..)
كي تهدا غضبه ولا يتسبب في قتل الامام او إيذائه .
____________
8 _ التسليم المطلق لإرادة الله تعالى ، وهو درس للعاملين الرساليين الذين يخضون غمار العمل والتضحية والاصلاح ، ويدفعون اثمان غالية من سمعتهم واموالهم وجهدهم ووضعهم الاجتماعي.
قالت عليها السلام لعبيد الله بن زياد لما سألها ، كيف رايت صنع الله فيك وفي .. من اهل بيتك ؟
( ما رايت الا جميلا )
(كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم )
____________
9 _ شجاعتها في قول الحق
ولو كانت الضرائب عالية ، قالت ع في بعض كلامها في مجلس الحاكم :
( أمِن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا ) .
والطليق هو جده ابوسفيان

__________
10 _ الحزن الرسالي الذي يتحول فيه الالم رغم شدته الى قضية ، والماساة رغم فداحتها الى مشروع

.
حيث خاطبت يزيد بكل عنفوان وهي تتكا على الألم لتصنع من اثر الحبال وتقرحات جامعة الحديد موقفا إسلاميا قويا معطاءا ، يصون الثوابت ويدفع اغيار الشوائب التي ورثتها السياسة العوجاء المنحرفة عن جادة الصراط القويم :
( كد كيد واسع سعيك وناصب جهدك . فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا )
__________
11 _ التجمل والوقار في ذكر فادح المصيبة ، وهي علامة الصبر الجميل ، قالت ع في خطابها الشامي :
( لكنّ العيون عَبْرى ، والصدور حَرّى ) .
_______________
12 _ تجاوز حدود الزمان والمكان في توجيه خطاب التحذير الى كل الظالمين عبر التاريخ ، بسوء عواقبهم ، وانهيار سلطانهم ، قالت ع في الخطاب الشامي :
( حين لا تجدُ إلاّ ما قدَّمْتَ وما ربُّكَ بظَلاّمٍ للعبيد )
___________
13 _ ذم التكبر والخيلاء والترفع على العباد ، وطغيان المال والسلطة ، قالت ع في الخطاب الشامي وهي توبخ الحاكم الظالم ، وتقزمه ، وتستصغر كبرياءه :
( فشَمَختَ بأنفِك، ونظرتَ في عِطفِك، جَذلانَ مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة، والأمورَ مُتَّسِقة، وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. مهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين ؟ )
__________
14 _ الثقة بالله وبعدله في اشارتها الى المحكمة الالهية العادلة التي يقف فيها كل ظالم امام مظلوميه ليحاسب على ظلمه وتعسفه ،
وخصوصا ظلم الحكام للرعيه ، فهي تخاطب يزيدا وتتوعده بموقف العدالة :
( حَسْبُك بالله حاكماً، وبمحمّدٍ خَصيماً، وبجبرئيل ظَهيراً، وسيعلم مَن سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا )
___________
15 _ تاكيد الامتداد الطبيعي والرسالي لرسول الله صلى الله عليه واله ، وان هذه الضرائب بسبب هذا الامتداد والانتماء .
نادت يوم عاشوراء :
(يا رسول الله، يا جداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسينك بالعراء، تسفى عليه الصبا ) ، ويروى انها ع
لمّا وصلت إلى المدينة توجّهت نحو مسجد جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعها جماعة من نساء بني هاشم، وأخذت بعُضادَتي باب المسجد ونادت: «يا جدّاه! إنّي ناعية إليك أخي الحسين ) .
سلام عليك ياجبل الصبر
سلام عليك يا شموخ المجد
سلام عليك يا زينب الاباء .
_______________
ملحوظة : النصوص التاريخية في المقال
من كتاب زينب الكبرى من المهد الى اللحد للمرحوم السيد القزويني

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار