المقالات والبحوث

توجيهات أخلاقية لطلبة العلوم الدينية ومسؤولية طالب العلم في الوضع الراهن الشيخ شهاب الدين أحمد { دام توفيقه }

توجيهات أخلاقية لطلبة العلوم الدينية ومسؤولية طالب العلم في الوضع الراهن  الشيخ شهاب الدين أحمد { دام توفيقه }
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


توجيهات أخلاقية لطلبة العلوم الدينية ومسؤولية طالب العلم في الوضع الراهن
الشيخ شهاب الدين أحمد { دام توفيقه }

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل أتاه : ألا أدلك على أمر يدخلك الله به الجنة ؟ قال : قال بلى يا رسول الله ، قال : أنل مما أنالك الله، { أي تتحدث هذه الفقرة عن مسألة الإيثار، والله تعالى يقول : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وقوله { والذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء } إشارة إلى التكافل الاجتماعي الذي لابد وأن يحصل بين أبناء المجتمع الإسلامي إذ ليس من الصحيح أن توجد هناك طبقة مترفة وطبقة معدمة } قال : فإن كنت أحوج مما أنيله { بمعنى لا يوجد عندي شيئ أتصدق أو أساعد الاخرين به } قال : فانصر المظلوم، قال : وإن كنت أضعف ممن أنصره ؟ قال : فاصنع للأخرق يعني أشر عليه { الاخرق هو الشخص الذي لديه مستوى ذهني ضعيف والذي ممكن أن يقع في الشبهة بصورة سريعة، لأسباب منها إبتعاده عن أهل العلم والمعرفة أو إبتعادهم عنه إذ يحاول المنحرفون أن يسيطروا على أمثال هؤلاء البسطاء من خلال إلقاء الشبهات عليهم، ومن هنا لو كان رجل الدين يؤدي عمله التبليغي والارشادي في المنطقة المعينة فإنه يصعب إختراق هذه المنطقة من قبل المنحرفين، بينما المناطق المفتوحة والتي تقع في أطراف المدن فإنه يسهل إختراقها من قبل هؤلاء، فلو وجدت رجلاً أخرقا فعليك أن تعلمه وأن تعطيه شيئاً من تجربتك وفهمك حتى لا يقع في شباك هؤلاء المنحرفين } قال : فإن كنت أخرق ممن أصنع له ؟ أي { أنا يا رسول الله ايضاً أخرق وفهمي بسيط } قال : فاصمت لسانك إلا من خير ، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك الى الجنة ؟

نحن مقبلون على موسم تبليغ، وأريد أن أركز على فقط على عبارة [ الأخرق ]

لاحظوا إن الحوزة العلمية مرت بأجيال ثلاثة وهذه الأجيال الثلاثة موجودة في كل الطبقة من الطبقات التي نعاصرها، وممكن أن تجتمع كلها وممكن أن توجد طبقة دون أخرى.

الطبقة الأولى : وهي الطبقة التي لا يهمها من الوضع الاجتماعي شيئاً، وإنما تجعل المصلحة الشخصية هي القياس في التعامل مع أمور الدين فيقول هذا الصنف من الناس أنا فقط أعيش في دائرة إمتثال الواجبات والإجتناب عن المحرمات، وأما من عدا ذلك فأنا لست ملزما بشيء فتراه يصنع كل شيئ بحيث لا يهمه الوضع العام نعم هو فقط يعمل بالواجب ويجتب المحرم .
إلا أن سعيد الحظ هو من كان وفياً بالمقياس الذي وضعه للتعامل مع الدنيا وكان أميناً على هذا المقياس، وتعيس الحظ من أتسع عنده المقياس وتعدى من خلاله إلى المباحات ثم أشتبه عليه الأمر فاقترف بعض المحرمات ومع الأسف هذا الاتجاه موجود في الحوزة .

الطبقة الثانية : هو يعاكس الإتجاه الأول وهو الذي يرى أن الإبتعاد عن الدنيا وعن أوضاع ما يحصل هو الحل الأمثل كالذي يكون على قمة جبل وينظر إلى الناس من فوق، وهذا ينظر إلى الدنيا على أنها زائلة تافهة وحقيرة ولا تمثل له أي شيء.
وهذا الإتجاه يفترق عن الأول بأمرين :
الأول : إن الإتجاه الأول يفتح عينه على الدنيا بينما الثاني يغمض عينه على الدنيا.
الثاني : الإتجاه الأول يتفاعل مع الدنيا تفاعلاً ايجابياً بينما الثاني يتفاعل سلبياً مع الدنيا.

الطبقة الثالثة : وهو الإتجاه الذي عاش ما بين الاتجاهين الاوليين وهو الذي ينبغي على كل طالب علم أن يمتثله ويعيش ويموت من أجله وإلا يكون كالنملة التي تعيش وتموت من دون أن يشعر بها أحد، فلقد جاء أجيال والآف من طلبة العلوم الدينية فلماذا يتم ذكر بعض الأشخاص والبعض الآخر لا يمثلون ذلك الحضور ..... وللكلام تتمة إن شاء الله تعالى .

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار