المقالات والبحوث

بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهادالسيدمحمدباقرالصدر (رحمه الله) كتب الشيخ الاستاذ في الحوزة العملية حسن عطوان

بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهادالسيدمحمدباقرالصدر (رحمه الله) كتب الشيخ الاستاذ في الحوزة العملية حسن عطوان
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهادالسيدمحمدباقرالصدر (رحمه الله)
كتب الشيخ الاستاذ في الحوزة العملية حسن عطوان

جراحُكْ أم جراحُ الانبياءِ .. وصوتُكَ أم تراتيلُ السماءِ .. ووجهُكَ أم مسيلٌ من نجومٍ .. تحطُ بعزةٍ وبكبرياءِ .. رداؤكَ الف مكرمةٍ وطهرٍ .. فكيف يُضمُ كونٌ في رداءِ ؟ وانت الصدرُ والبلوى حشودٌ .. تواري عنك وجهاً في حياءِ .
◀ ماهو السر الذي جعل من الصدر قائدا لو لم نعايش قصته لعددناها من أساطير التضحية والإيثار ؟؟
◀ وماهو مغزى ذلك الوهج الذي سيطر فيه على العقول قبل القلوب ؟؟
⏺ الجواب ببساطة هو الإخلاص .
◀ لقد كان الصدر مخلصا في كل ماطرحه وفي كل ماكتبه وفي كل مانادى به ،
◀ لقد كتب الصدر في الفقه فرفعه عن مجرد التباري اللفظي وأنزله خبزا يوميا للناس ،
◀ وكتب في التفسير الموضوعي فلم يكن التفسير موضوعيا حقا قبل باقر الصدر ،
◀ كتب في الاقتصاد ليثبت ان الإسلام ليس ديناً للآخرة فحسب بل هو دين لدنيا الناس ايضا ،
◀ وكتب في الفلسفة فتجاوزت الفلسفة على يديه محنتها وتحولت من مجموعة من الكلمات ( المُطَلسَمة ) و ( المُلَغَّزة ) الى فكرة تقاتل على ارض الواقع ،
◀ كتب في الدستور الإسلامي فاعتبر ( أبو الدستور الايراني ) ، بينما لم يستفد الدستور العراقي من أفكاره شيئا في مفارقة موجعة !
◀ لقد رفض الصدر كل لقب ، وقد صدرت كل كتبه في طبعتها الاولى وليس على غلافها إلا إسمه : ( محمد باقر الصدر ) مجرداً من كل لقب أو عنوان ، ◀ لم يرد الصدر على من شتمه ولم يشغله نزاع جانبي ؛ لان الصدر لم يكن إنساناً سجالياً بل كان إنسان بناء ،
◀ لقد حذف الصدر ( الأنا ) من قاموسه ، وحتى عندما استعمل ضمير المتكلمين في عناوين كتبه ، ( فلسفتنا ) و ( اقتصادنا ) لم يستعملها كما يستعملها آخرون لتكريس الذات ، بل ال ( أنا ) عند باقر الصدر لاتقبل إلا أن تمثل الإسلام بكل عناوينه ،
◀ لم تجد ( الأنانية ) لها مكانا في تفكير الصدر وقلبه ؛ لأنه أراد أن يزرع فكرة ، ومْنْ يريد أن يزرع فكرة عليه أن يعمل لتحطيم الأصنام التي يُراد لها أن تقف في طريق تلك الفكرة !
◀ ليس الصدر مجرد وقفة ذكرى ايها الاخوة ، بل وليس مجرد دمعة حزن نذرفها وينتهي كل شئ ، ◀ بل الصدر كلمة وموقف ، ولزاما علينا أن نقرأه ضمن الكلمة التي صدحت بفكر الإسلام ونستقرأه في إطار موقفه الذي جسَّد قدرة الإسلام على صناعة أفراد يجيدون ( صناعة الموت ) من أجل الكلمة المبدأ التي بها تكون الحياة حياة .
عظم الله أجوركم
بذكرى استشهاد عظيم العراق وثائره ومفكره وشهيده ومظلومه ،
واسأله سبحانه أن يوفقنا لنسير على الخط الذي سار عليه .

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار