صبر وعطاء السجاد السيد فضل الله قدس

ونحن عندما نتذكّر زين العابدين عليه السلام، فإننا نتذكر هذا الإمام العظيم الذي عاش في كربلاء مع أبيه الحسين عليه السلام، وكان في قمة الصبر أمام تلك الآلام، ثم انطلق ليقف في الكوفة موقفاً قوياً ضد ابن زياد، وليقف في الشام موقفاً قوياً ضد يزيد.
✩ ولذلك فإننا ننكر على كل الذين يقرأون العزاء وهم يصوّرون الإمام زين العابدين بصورة الضعف: "أُقادُ ذليلاً في دمشق كأنني من الروم عبد غاب عنه نصير". إن الإمام لم يكن كذلك.
✩ الإمام كان قوياً بالله وقوياً في مواجهة الظالمين، صحيح أنه أُسر من كربلاء إلى الشام، ولكنه كان قوياً في موقع الأسر، ولم يكن ضعيفاً، لم يضعفه الأسر، لأن قوته كانت من الله، مما يعيش في داخل ذاته من ذلك.
✩ ثم انطلق الإمام زين العابدين عليه السلام في العالم الإسلامي ليجسّد كل الرسالة في كل نشاطه، فحرّكها في دعائه. ولذلك كانت أدعيته عليه السلام هي الأدعية الثقافية التي إذا قرأتها شعرت بأنك تقرأ الإسلام في قيمه، وفي أخلاقه، وفي فلسفته، وتقرأ الإسلام في كل الواقع الذي يتحرك في العلاقات الإنسانية الاجتماعية...

.