المقالات والبحوث
السيد باقر الصدر : إحياء المجتمع بالدعاء
السيد باقر الصدر : إحياء المجتمع بالدعاء
استطاع هذا الإمام العظيم ( الإمام علي بي الحسين زين العابدين عليه السلام ) بما أوتي من بلاغة فريدة وقدرة فائقة على أساليب التعبير العربي وذهنية ربّانية تتفتّقُ عن أروع المعاني وأدقّها في تصوير صلة الإنسان بربّه، ووجده بخالقه، وتعلّقه بمبدئه ومعاده، وتجسيد ما يُعبّر عنه ذلك من قيم خُلقية وحقوق وواجبات ( وذلك ما يتجلّى بوضوح في الصحيفة السجّادية )
أقول قد استطاع الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام ) بما أوتي من هذه المواهب أن ينشر من خلال الدعاء جوّاً روحيّاً في المجتمع الإسلامي يُساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات وشدّه إلى ربّه حينما تجرّه الأرض إليها وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحية...
وقد جاء في سيرة الإمام أنّه كان يخطب الناس في كلّ جمعة ويعظهم ويزهدهم في الدنيا ويرغّبهم في أعمال الآخرة ويقرع أسماعهم بتلك القطع الفنّية من ألوان الدعاء والحمد والثناء التي تمثّل العبودية المخلصة لله سبحانه وحده لا شريك له،
وهكذا نعرف أنّ الصحيفة السجادية تعبّر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام إضافة إلى كونها تراثاً ربّانياً فريداً يظلُّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب وتظلُّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجة كلّما ازداد الشيطان إغراء والدنيا فتنة.
فسلام على إمامنا زين العابدين يوم ولد ويوم أدّى رسالته ويوم مات ويوم يُبعث حيّاً.
© Alhawza News Agency 2019