المقالات والبحوث

المستَضعفون يستضعِف بعضهم بعضاً، بقلم الحاج عماد الهلالي

المستَضعفون يستضعِف بعضهم بعضاً، بقلم الحاج عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


المستَضعفون يستضعِف بعضهم بعضاً، بقلم الحاج عماد الهلالي

قبل أيام فرحت كثيراً حين رأيت وجود أشخاص مؤمنين في مواقع التواصل الاجتماعي وهم يردون شتى الشبهات عن الدين ويلقمون كل ملحد وصاحب شبهة حجراً، وحتى الإشكالات التي تتقنع بعنوان العلمية صارت لا تنطلي عليهم بل يحللونها وينقضون وجه الإشكال بها على الدين. حتى أنني فكّرت حينها بترك مواقع التواصل الاجتماعي والاكتفاء بهم للتفرغ لتعويض ما فاتني بسبب كثرة الانشغال بها وما آذاني من الاستمرار عليها.
إلا أن فرحي لم يستمر طويلاً إذ لاحظت نقطة ضعف قاتلة تشوب الإخلاص ولن تؤدي إلى الفتح بل ستسوق إلى الفتنة حتماً.
وهي أن كلاً منهم يتبع مرجعية مختلفة ويرى بعضهم أتباع المرجعيات الأخرى وكأنهم خصوماً لهم، فلا تصدر منهم كلمة مجاملة لإخوانهم الذين يقاتلون معهم عدواً واحداً ويدافعون معهم عن هذا الدين المبارك ويوالون معهم أئمة أهل البيت، خوفاً من أن تُعَدّ تلك الكلمة تأييداً للمرجع الآخر! وكأن كل جهاد الآخرين لا قيمة له مع اختلافهم في الزعامة المرجعية في التقليد، ونسوا ما يرد في الزيارات من عبارات مثل (موالٍ لوليكم ومعادٍ لعدوكم) والحب في ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وغيرها مما يركز على المشتركات ويؤجل الخصومة في الاختلافات التي يمكن التعايش معها.
فتذكّرت عبارة الإمام الصادق (عليه السلام) للنجاشي في ذم الدنيا والتزهيد بها: (وأخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها عليه: مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه ويحسده .. فما بقاء المؤمن بعد هذا؟).
فخشيت أن الدنيا لن تجود بأولئك الأبطال الثلاثمائة والثلاثة عشر في المستقبل القريب، وأن فتنةً ستدخل سكينها بينهم لتكشف لهم ما خفي من نقاط ضعفهم كما كشفت لي خطأ فرحي بالدنيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فما بقاء المؤمن بعد هذا؟
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار