المقالات والبحوث

منهجية الإمام السجاد (ع ) بعد واقعة الطف وكيف يمكن الأستفادة منها في وقتنا الحاضر بقلم /وجدان الشوهاني مديرة مجمع المبلغات الرساليات فرع الرصافة الثانية

 منهجية الإمام السجاد (ع ) بعد واقعة الطف وكيف يمكن الأستفادة منها في وقتنا الحاضر    بقلم /وجدان الشوهاني  مديرة مجمع المبلغات الرساليات فرع الرصافة الثانية
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


 منهجية الإمام السجاد (ع ) بعد واقعة الطف وكيف يمكن الأستفادة منها في وقتنا الحاضر.
.............................

تعد الفترة التي تلت واقعة الطف من أخطر المراحل التأريخية بعد ما جرى في كربلاء الذي يعد أنتهاك لكل القيم الأسلامية التي أرسى دعائمها رسول الله ( ص وآله ) . لذا فالكلام عن الإمام السجاد (ع) يعد صعباً قياساً بتلك الفترة .
وهذا ما جعل سيرة الإمام السجاد (ع) قد يشوبها بعض ما ليس بحقيقه , حيث يتصور البعض إن الإمام (ع) قد أنزوى وانعزل بعد ما جرى في كربلاء لكونه مريضاً لا يقوى على مواجهه عتاة بني أمية .
والحقيقة أن مرض الإمام (ع) لم يستمر سوى أيام قلائل في واقعة الطف وكان لحكمة ألهية ليسقط التكليف عنه بالجهاد فيُحفظ من القتل وتُوكل له مهمة الأمامة التي تعتبر الأهم , ومن هنا كان لابد أن نسلط الضوء على منهج الإمام السجاد (ع) في تلك الفترة خصوصاً وأن الأعداء هم أنفسهم بنو أمية الذين فعلوا ما فعلوا في كربلاء .
 فما هو منهج الإمام السجاد (ع) ؟
والحقيقة حتى نفهم المنهجية لابد أن نذكر أهم ما تركته كربلاء لنفهم تلك المنهجية .
وبشكل مختصر لقد خلفت كربلاء إسلامان
إسلام بنو أمية (الأسلام الأموي )الذي أسس له معاوية وجاء بيزيد لعنة الله عليهما للحكم وفعل ما فعل ,وإسلام آل محمد صلوات الله عليهم (الأسلام العلوي )الذي أسس له رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين .
ولكل واحد منهما سمات تميز بها فتشويه الحقائق وتصفية المعارضين ونشر ثقافة السكوت على الظلم والظالمين وتعطيل الحدود الشرعية وأنشاء فرق فكرية فاسدة معارضه للفكر الأسلامي الصحيح أهم ما ميز الأسلام الأموي
وأما سمات الأسلام العلوي فليس لنا الأ ان نقول إنها الحق بكل أشكاله وبكل عنوان يندرج تحت هذا المفهوم و الآن يمكن ان نبين منهجية الإمام السجاد (ع) .
تسلم الإمام السجاد (ع) الإمامة بعد والده الإمام الحسين (ع) والتي أستمرت أربع وثلاثون عاماً وكما أشرنا كانت من أصعب وأخطر الفترات
وبدأ الإمام بمهمته بمنهجية التصحيح الذي تمثل بالدور الأعلامي الذي لا يقل شأناً عن السيف بل أحياناً يكون أشد تأثيراً في المقابل من السيف ولا يُفهم كلامنا خطأً فيتصور البعض أننا نريد أن نُخطّيء الإمام الحسين (ع) .كلا ،وإنما لكل إمام دوره المناسب
فقد كانت الشام التي تمثل المقر الرئيسي لبني أمية هي البداية.
فبدأ الإمام بمهمته بكشف الحقائق التي غيّبها بنو أمية بتلك الخطبة العظيمة
فبدأ يندد بالعصابة التي حرّفت الدين ويشير الى الأهداف التي خرج من إجلها الحسين (ع) ويسلط الضوء على سيرته فذكّرهم بنسبه الشريف والى من ينتمي وحذّر من فراعنة جدد تلبسوا بالأسلام زوراً ليعيدوا الناس الى جاهلية جاء النبي محمد (ص وآله ) لمحوها وأبدالها بدين الحق .
فوضع الإمام العنوانين العريضه للمسيرة التبليغية والإعلامية التي كان لها السجاد (ع) قائدا فبدأت به مسيرة الأحياء العظيمة للقضية الحسينية .
ثم ارتقى الإمام (ع) بإستكمال مشروعه بمنهجية التصحيح من خلال مدرسته العلمية التي بدأت بمدينة جده (ص وآله ) وذلك عندما عاد الركب الحسيني الى المدينة المنورة .
تلك المدرسة التي كانت تعج بكبار أهل العلم الذين كانوا ينقلون عنه (ع ) الأحاديث وعلوم الشريعه بمختلف فصولها من أحكامٍ شرعية وتفسير للقرأن وأدعية أشتهر بها الإمام (ع) حتى تأدب على يديه الكثيروعدّت تلك الأدعية ورسالة الحقوق ظاهرة جديدة تبنّى بها الإمام البناء الروحي للأنسان التي لا يستغني عنها أحد فأخذوا منه ما صحح به الأخطاء التي أسس لها بنو أمية ولم يكتف بذلك بل واجه الفكر العقائدي المنحرف الذي حاول بنو أمية ترسيخه في المجتمع وذلك من خلال تلك الأدعية التي تضمنت نصوصاَ أجتث بها العقائد الفاسدة كعقيدة الجبر التي روج لها بنو أمية وأطّروا بها سلطتهم وغيرها لا يسعنا المقام لذكرها
وبذلك تميزت فترة إمامة السجاد (ع ) باتخاذ التصحيح منهجاَ سار عليه طيلة إمامته (ع ) ومن هنا تتضح أهداف إمامنا السجاد (ع)
والتي يمكن أن نشير الى أهمها :


 أهداف الإمام السجاد ( ع ) :
إن من أهم الأهداف التي حاول الإمام لفت أنظار المجتمع السائد أنذاك من خلال منهجه الذي أتخذه هو:
اولاَ/التركيز على ثورة الإمام الحسين (ع) من خلال غرس أهداف تلك الثورة في ضمائر الناس وبيان أسباب خروج الحسين (ع) وإنه لم يخرج إلا لطلب الأصلاح في إمة جده وكشف زيف بني إمية
ثانياَ / تأسيس قاعدة جماهرية من خلال مدرسته العلمية لحفظ الرسالة المحمدية من التزييف
وهنا لابد من الأنتباه الى أن تحقيق هذه الأهداف لا يكون ألا من خلال منهج تكتيكي أتخذه الأمام السجاد (ع) نتيجة الظروف المحيطة به فلقد كان محاطاَ بسلطة جائرة تحسب عليه أنفاسه الشريفه من خلال جواسيسهم
وهنا حتى نختم بعد أن بيّنا المنهج الذي أتخذه الأمام بعد واقعة الطف الأليمة وسلّطنا الضوء على أهم الأهداف التي كانت وراء أتخاذه ذلك المنهج لابد من بيان إمكانية الأستفادة

من ذلك المنهج في وقتنا الحاضر

كيف نستفيد من منهجية الإمام السجاد (ع) في الوقت الحاضر ؟
أنّ الظروف التي مرّ بها مجتمعنا في زمان الطاغية السابق الذي كان يسير وفق المنهج الأموي بل فاقهم بالجبروت قد أفرز لنا مجتمع يعج بالأفكار المنحرفة على المستوى الأجتماعي والأقتصادي والسياسي والديني فإين ما نلتفت نجد أخطاء ومن هنا علينا أن نتعلم من المنهج السجادي تصحيح الأخطاء وذلك من خلال الأعلام والتبليغ الصحيح الذي يبدأ بالقضية الحسينية فمتى ما أتبعنا منهجاَ تبليغياَ صحيحا فسنضمن أن تكون خطواتنا صحيحة
هذا التبليغ الذي لا يمكن أن نجد له أثر الأ من خلال علوم أهل البيت (ع) فلا يتصور أحد أن التبليغ مهمة سهلة يسيرة , كلا فلو كانت بالسهولة التي يتصورها البعض لما أصطفى الله سبحانه وتعالى بعض البشر ليكونوا أنبياء ورسل ولما فضّل بعضهم على بعض . ومن هنا كان العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة
وأيضا علينا أن نتخذ التربية الروحية التي أرسى دعائمها الأمام السجاد (ع) من خلال ذلك الأرث العظيم من الأدعية ورسالة الحقوق أساسا لتغذية الروح من خلال حث المجتمع على التقرب الى الله سبحانه وتعالى من الطرق الصحيحة التي بيّنها الله لنا وهم أهل البيت (ع ).
فالأبتعاد عن الله سبحانه وتعالى الذي يكون بالأبتعاد عن خط أهل البيت (ع ) من الأمور الخطرة التي لابد أن نتجنبها ونحث المجتمع على تجنبها .
وبهذا يمكن أن نختم كلامنا بمسألةٍ مهمة ألا وهي أنّ تطبيق المنهج السجادي يعد خطوة في تهيئة أنصاراً للإمام الحجة (عج )
فهي دعوة لنكون مبلغين سجاديين ممهدين لدولة قائدها هو الإمام الحجة ( عج ) وشعارها (يالثارات الحسين ) .

والحمد لله رب العالمين والصلاةوالسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

بقلم /وجدان الشوهاني

مديرة مجمع المبلغات الرساليات فرع الرصافة الثانية

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار