المقالات والبحوث
الطاعة في منظومةفقه اهل البيت (عليهم السلام) الحلقة الثالثة بقلم السيد علاء المشايخي
الطاعة في منظومةفقه اهل البيت (عليهم السلام)
بقلم السيد علاء المشايخي
وهنا احاول اختيار دليل واحد من كل مجموعة من الادلة لبيانه:
الدليل الاول: الدليل القرآني
من القران الكريم توجد عدة آيات كريمة اخترت منها اية النفر وهي قوله تعالى:( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) والمقصود من النفر في الآية ذهاب مجموعة من الناس المؤهلين لتحصيل العلم الى المدينة عند النبي الاكرم صلى الله عليه واله لتحصيل علوم الشريعة والاحكام الشرعية فيقومون بتبليغها لقومهم بعد رجوعهم اليهم ليحصل لقومهم الارتداع عن المعاصي, والنفر واجباً بالوجوب الكفائي بمعنى ذهاب طائفة من كل فرقة وليس بواجب على الجميع والمقصود من الطائفة الجماعة واقلها 3 والفرقة الجماعة الكبيرة واقلها 1000 فيكون الواجب من كل الف شخص ذهاب ثلاثة اشخاص لطلب العلوم الدينية في الحوزة الشريفة في النجف الاشرف ومن ثم ممارسة دورهم التبليغي في مدنهم وقراهم.
الدليل الثاني : السيرة العقلائية
ومفاد الدليل ان هناك عرف عام في جميع المجتمعات والشعوب سواء كانت مسلمة او نصرانية او يهودية وسواء كانت عربية او كردية او غيرها لا يشذ عنه مجتمع ابداً, ففي كل مهنة وحرفة وملكة يوجد مستويات من المعرفة منها المستوى البسيط الذي يمكن للفرد تعلمه بشيء من الجهد والهمة فتجد بعضهم يعلم شيئاً في النجارة وفي الحدادة وفي شراء السيارات وهكذا وهناك مستوى اعلى قليلا يحتاج الى جهد اكثر وادوات اكثر ثم هناك مستوى اعلى صعودا الى التخصص والذي لا يمكن الا لأفراد معدودين الوصول اليه ولا يمكن لفرد واحد الوصول الى المستوى الاعلى في جميع المهن والحرف, ولذا جرت سيرة العقلاء في المجتمعات البشرية على تخصص مجموعة من الناس في كل حرفة ومهنة وملكة ومجموعة اخرى في غيرها على وجه تنتظم معايش العباد في عملهم وما يحتاجون له, وهذه السيرة ايضا تجري في الفقه لأنه من العلوم الدقيقة والعميقة والواسعة فلا شك في رجوع الجاهل بالفقه الى العالم به, والشارع المقدس امضى هذه السيرة العقلائية والعرف العام ولم يردع عنه فيكون حجة في اثبات متعلقه.
الدليل الثالث: الروايات
ووردت العديد من الروايات في وسائل الشيعة ابواب صفات القاضي تؤكد وجوب الرجوع قام الشيخ الانصاري مؤسس علم الاصول الحديث الى تقسيمها الى ثلاث طوائف ومن خلالها اثبت وجوب التقليد لمن لم يكن مجتهداً ولا محتاطاً واكتفي بذكر رواية واحدة في المقام وهي تدل بوضوح على إرجاع الشيعة الى آحاد الاصحاب وهي صحيحة أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته، وقلت: من أعامل وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: « العمري ثقتي، فما أدى إليك عنّي فعنيّ يؤدّي، وما قال لك عنّي، فعنّي يقول، فاسمع له وأطع؛ فإنه الثقة المأمون، قال: وسألت أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك فقال: « العمري وابنه ثقتان، فما أديّا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك عنّي فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما؛ فإنّهما الثقتان المأمونان »
والحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا
© Alhawza News Agency 2019