المقالات والبحوث

♦️ القرآن وموت الأنبياء ✍ الشيخ عماد مجوت

♦️ القرآن وموت الأنبياء   ✍ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

♦️ القرآن وموت الأنبياء 

 

✍ الشيخ عماد مجوت

 

 

القرآن الكريم كتاب هداية، ومقتضى ذلك أنه لا يمر على ما فيه تذكير للناس إلا وقف عنده ونبه عليه؛ ليكون لله الحجة البالغة على الناس، ومن هنا جعل التذكير بأيامه تعالى وظيفة الأنبياء عليهم السلام, كما في قوله تعالى:﴿وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ﴾ [إبراهيم: ٥].

 

#ومن أهم ذكرى القرآن الكريم الوقوف عند وفاة الأنبياء عليهم السلام ومماتهم وما يتعلق به، بل التركيز على أهم المسائل المرتبطة باعتقاد الناس وما يرتبط به، مما يوجب فتح أوراق المراجعة عند ذكرى وفاة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحقيق تلك الغاية القرآنية.

 

#وقف القرآن الكريم عند حضور الموت يعقوب عليه السلام في قوله تعالى : ﴿أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنيهِ ما تَعبُدونَ مِن بَعدي قالوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِلهًا واحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ﴾ [البقرة: ١٣٣]. وركز على هذه القضية (ما تَعبُدونَ مِن بَعدي) لأنها أكثر قضية حساسة في سلوك بنيه بعد أن فعلوا ما فعلوا.

 

#ووقف تارة أخرى عند وفاة يوسف عليه السلام في قوله تعالى:﴿وَلَقَد جاءَكُم يوسُفُ مِن قَبلُ بِالبَيِّناتِ فَما زِلتُم في شَكٍّ مِمّا جاءَكُم بِهِ حَتّى إِذا هَلَكَ قُلتُم لَن يَبعَثَ اللَّهُ مِن بَعدِهِ رَسولًا كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن هُوَ مُسرِفٌ مُرتابٌ﴾ [غافر: ٣٤]. وركز على قضية الشك في دعوته عليه السلام (فَما زِلتُم في شَكٍّ مِمّا جاءَكُم), وأشار إلى حقيقة ما تكّنه نفوسهم بقوله (إِذا هَلَكَ قُلتُم لَن يَبعَثَ اللَّهُ مِن بَعدِهِ رَسولًا). 

 

#ووقف تارة أخرى عند وفاة سليمان عليه السلام في قوله تعالى : ﴿فَلَمّا قَضَينا عَلَيهِ المَوتَ ما دَلَّهُم عَلى مَوتِهِ إِلّا دابَّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَو كانوا يَعلَمونَ الغَيبَ ما لَبِثوا فِي العَذابِ المُهينِ﴾ [سبأ: ١٤]. مركزاً على مسألة اعتقادية خطرة تنتهي إلى ثقافة عملية للناس وهي الإيمان بعلم الجن بالغيب، ولم يتحدث عن غيرها.

 

#فجميع وقفات القرآن الكريم عند حديثه عن موت الأنبياء عليهم السلام إنما ربطها بأهم القضايا التي تتصل بهداية الناس وما يرتبط بها، وهو تمامًا ما يرتبط بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث ركز معه في قوله تعالى: ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجزِي اللَّهُ الشّاكِرينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]. على أهم قضية يمكن أن تكون في هذه الأمة المرحومة وهي مسألة الإنقلاب على الاعقاب، ولا يقال إن الآية مخاطب بها أهلها، بل القرآن يجري مجرى الليل والنهار ، والانقلاب له صوره الزمانية والمكانية.

 

#فاذا كان التذكير بأيام الله تعالى دعوة قرانية، والوقوف عند الموت الأنبياء عليهم السلام بأهم القضايا سنة جارية، كانت المراجعة ضرورة قاضية.

 

#وليس أهم بعد مسألة الإمامة من مسألة الإلتزام بالأخلاق وشعب الإيمان حيث لا يكون (وَسَيَجزِي اللَّهُ الشّاكِرينَ). إلا مع صالح العمل :﴿رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾ [النمل: ١٩].

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار