المقالات والبحوث

كيف تشكر الله تعالى ؟

كيف تشكر الله تعالى ؟
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


كيف تشكر الله تعالى ؟

قال تعالى : وأما بنعمة ربك فحدث . الضحى
أن الحديث عن النعمة قد يكون باللسان ، وبتعابير تنم عن غاية الشكر والإمتنان ، لا عن التفاخر والغرور . وقد تكون بالعمل عن طريق الإنفاق من هذه النعمة في سبيل الله ، انفاقا يبين مدى هذه النعمة .
هذه هي خصلة الإنسان السخي الكريم . يشكر الله على النعمة ، ويقرن الشكر بالعمل ، خلافا للسخفاء البخلاء الذين لا يكفون عن الشكوى والتأوه ، ولا يكشفون عن نعمة ولو حصلوا على الدنيا وما فيها ، وجوههم يعلوها سيماء الفقر ، وكلامهم مفعم بالتذمر والحسرة ، وعملهم يكشف عن فقر

بينما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال :
إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه .

من هنا يكون معنى الآية : بين ما أغدق الله عليك من نعم بالقول والعمل ، شكرا على ما أغناك الله إذ كنت عائلا.
بعض المفسرين ذهب إلى أن النعمة في الآية هي النعمة المعنوية ومنها النبوة والقرآن ، والأمر للنبي بالإبلاغ والتبيين ، وهذا هو المقصود من الحديث بالنعمة.

ويحتمل أيضا أن يكون المعنى شاملا للنعم المادية والمعنوية ، لذلك ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية قوله :
" حدث بما أعطاك الله ، وفضلك ، ورزقك ، وأحسن إليك وهداك " .

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال :
" من أعطي خيرا فلم ير عليه ، سمي بغيض الله ، معاديا لنعم الله " .

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال :
" إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده " .

ان إظهار نعمة الرب ، حين يكون بدافع الشكر والثناء ، لا على سبيل التفاخر والاستعلاء ، يدفع الإنسان نحو التكامل على سلم العبودية ، كما إن له أيضا آثارا اجتماعية إيجابية ، وآثارا نفسية تبعث على السكينة والاستقرار .

الإنسان الذاكر لنعم ربه لا يشتد عليه ضغط النواقص . إذا أصيب في عضو من أعضاء بدنه يخفف عليه ألم الإصابة شكره على سلامة بقية الأعضاء ، وإذا فقد شيئا لا يجزع لأنه شاكر على ما بقي عنده من امكانات .

هؤلاء الذاكرون لنعم الله لا يعتريهم يأس وقنوط في الشدائد والهزات ، ولا يصيبهم قلق واضطراب ، قلوبهم هادئة ونفوسهم مطمئنة وقدرتهم على مواجهة المشاكل كبيرة .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار