الكتب والمؤلفات
عرض لكتاب (الحداثة والعقلانيّة والانفتاح..)
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف.
الجمعة 2 رجب 1438 هـ الموافق 31 اذار/فبراير 2017م
كتاب “الحداثة والعقلانية والانفتاح في فكر ومنهج الشّهيد الصدر والعلامة فضل الله.. مقاربة فكرية في إحيائيّتهما الدينية المعاصرة” – صادر عن مركز إدريس الحلي للتنمية الفقهية والثقافية، نظمها المركز العام 2016، وقد تمّ إخراجه في طبعته الأولى العام 2017م، عبارة عن 91 صفحة مع فهرست للموضوعات ومراجع البحث.
بعد مقدّمة المركز للبحث، نرى توزع الكتاب على عدّة مباحث؛ المبحث الأول تحت عنوان “الشهيد الصدر(رض) ومشروع التنمية، إذ لا يخفى مكانة الشّهيد السيد محمد باقر الصدر(رض) الفكرية المبدعة والخلاقة المتمثّلة بطروحاته المعرفية والمنطقية الدالة على عبقرية فريدة متّسمة بالعمق في الرؤية والتحليل، وهذا ما مثّله الباحث نبيا علي صالح في تناوله لعنوان “الدولة الإسلامية، ومشروع التنمية والنهضة الحضارية”، عارضاً لمسيرة الدولة في بعدها الديني الإسلامي بعد خلافة الرسول(ص) والخلفاء الأربعة، طارحاً السّؤال الكبير: هل الدين في الحياة الحديثة يقف على طرفي نقيض من مفهوم الدّولة الحديثة؟!
فالسيّد الشّهيد الصدر(رض) تكلّم عن الدولة الإسلامية من خلال نظريته العامة في شهادة الأنبياء وخلافة الأمّة، مشيراً إلى دور الأمّة في المجال السياسي والاجتماعي، فالدّولة في نظر الشهيد الصدر(رض) ظاهرة اجتماعية أصيلة في الحياة، فجاء الأنبياء(ع) ليؤصلوا دورهم في بناء الدولة الصالحة القائمة على التوحيد السليم. ويلفت الشهيد الصدر(رض) إلى وجود خطّين إلهيين يتكوّن منهما المجتمع: خطّ الخلافة، وخطّ الشهادة، مستشهداً بالعديد من النصوص القرآنية. وتأكيد الخلافة أو استخلاف الأرض تتمثّل في طبيعة عناصر العقيدة والمفاهيم والعواطف والأحاسيس المرتكزة على توحيد الله تعالى وحاكميته، وما افترضه على عباده من عبوديته التي تدفعهم إلى إبراز علاقاتهم وتموضعها على أساس ما تقتضيه هذه العبودية من حقّ وعدل وخير بكلّ وعي ومسؤوليّة.
ويشير الباحث إلى ما أنجزه الشّهيد الصدر(رض) في مشروع الجمهوريّة ودستورها تحت عنوان “لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية”، وصولاً إلى المزاوجة الواعية لدى الشّهيد الصّدر(رض) بين ولاية الفقيه والشّورى، ولا ينسى السيّد الشّهيد(رض) دور المرجع الشّهيد على الأمّة، صاحب الدور الربّاني في تنظيم شؤونها، بما ينسجم مع رسالتها ودورها في الاستخلاف.
إنّ الإسلام لا يتعارض مع فكرة الدّولة كظاهرة تاريخية بشرية، بل يعمل على توفير مناخات نجاحها بما هي دولة حديثة في رأي الشهيد الصدر(رض)، تراعي مصلحة الفرد والأمّة، وتحفظ لهما كلّ الحقوق، بما يمنع أيّ انحراف وخلل.
فولاية الأمّة على نفسها تحت إشراف الفقيه المرجع، تندرج تحت عنوان “ولاية الأمة على نفسها”، كما نظر إلى ذلك الإمام السيّد محمد باقر الصدر، الأمة الحية التي تمارس فعلها المؤثّر والإيجابي من أجل حفظ كيانها ورساليّتها وأدوارها في الوجود.
ويتطرق الباحث إلى عناوين عدّة في فكر الشهيد الصدر السياسي، كمشروع التنمية ونهضة المجتمع، وتوصيف ظاهرة الدّولة.
المبحث الثاني تحت عنوان” نظرات معاصرة في فكر العلامة السيّد محمد حسين فضل الله، ومنه ينطلق الباحث للكلام عن تأثير التّاريخ في الحياة الخاصة والعامة وتشكيل الهوية، وما تألق به سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، من قراءة واعية ورصينة للتّاريخ، مستنتجاً منه الكثير من القيم التي تساعد في فهم الحاضر والتّأسيس للمستقبل.
فما تميّز به المرجع السيّد فضل الله، هو القراءة النقدية السلسة والعقلية المنضبطة لأحداث التاريخ.
وأتى تفسيره لها مرتبطاً بتحوّلات العصر وأحداثه، غير منفصل عنها، فمنهجيته قائمة على ربط التاريخ بواقع الحياة المعاصرة.
المرجع السيّد فضل الله، كما يقول الباحث صالح، هو المرجع الأوّل في تاريخ المرجعيّة الذي أعطى التاريخ الديني عمقه في حركيّة الواقع، عبر تفعيل القيمة الإسلامية في سيرورة الواقع المعاش، وجعل المرجعيّة، بالتالي، ساحة متعدّدة الحضور والفاعلية في كل مجالات الحياة.
التاريخ عند المرجع السيّد فضل الله مصدر للقيمة المنفتحة والمتجدّدة التي تحمل رسالة الأمة وتعبّر عن آلامها وآمالها، فالزّمن كلّ متكامل ومتفاعل بكلّ أبعاده ومستوياته، والتاريخ هو تجسيد للتجربة العملية للإسلام وقدرته على التأثير في الناس والحياة.
ويؤكّد السيد فضل الله أهمية وعي تاريخ الرسل والرسالات، وبخاصّة الرسول الأكرم(ص) وأهل بيته الكرام، وما فيه من حركية واقعية تشكل مدرسة فاعلة وحية في كلّ عصر.
وعلى الناس ألا يستغرقوا في غياهب التّاريخ، وينسوا واقعهم وينفصلوا عنه، بل أن يضعوا حاضرهم ومستقبلهم وفق روحيّة القيم التي جاء بها الأنبياء والمصلحون، من خلال ذهنيّة منفتحة تغني التّجربة الحضارية والإنسانية.
ويتعرض الباحث للطريقة العقليّة المميّزة التي نهض بها السيّد فضل الله لمواجهة الانحراف الفكريّ، وتنقية الأجواء التاريخية المرضية التي حنّطت تاريخنا، هذه الطريقة الموضحة للسنن الإلهية المهيمنة على مجريات الأحداث والوقائع، والمواجهة للتزييف والتحريف. ويتابع الباحث بأن المرجع السيّد فضل الله انطلق من رؤية حداثيّة عقليّة تقوم على استيعاب الحدث التاريخي لا نفيه، ومحاولة إيجاد صيغة مصالحة تنويريّة بين الماضي والحاضر، وبين التراث والتحديث والأصالة والمعاصرة.
بحث حاول فيه صالح تسليط الضّوء قدر الإمكان على جملة من العناصر المهمّة في فكر شخصيّتين لامعتين شكّلتا علامتين فارقتين في دنيا الفكر والاجتهاد.
كتاب “الحداثة والعقلانية والانفتاح في فكر ومنهج الشّهيد الصدر والعلامة فضل الله.. مقاربة فكرية في إحيائيّتهما الدينية المعاصرة” – صادر عن مركز إدريس الحلي للتنمية الفقهية والثقافية، نظمها المركز العام 2016، وقد تمّ إخراجه في طبعته الأولى العام 2017م، عبارة عن 91 صفحة مع فهرست للموضوعات ومراجع البحث.
بعد مقدّمة المركز للبحث، نرى توزع الكتاب على عدّة مباحث؛ المبحث الأول تحت عنوان “الشهيد الصدر(رض) ومشروع التنمية، إذ لا يخفى مكانة الشّهيد السيد محمد باقر الصدر(رض) الفكرية المبدعة والخلاقة المتمثّلة بطروحاته المعرفية والمنطقية الدالة على عبقرية فريدة متّسمة بالعمق في الرؤية والتحليل، وهذا ما مثّله الباحث نبيا علي صالح في تناوله لعنوان “الدولة الإسلامية، ومشروع التنمية والنهضة الحضارية”، عارضاً لمسيرة الدولة في بعدها الديني الإسلامي بعد خلافة الرسول(ص) والخلفاء الأربعة، طارحاً السّؤال الكبير: هل الدين في الحياة الحديثة يقف على طرفي نقيض من مفهوم الدّولة الحديثة؟!
فالسيّد الشّهيد الصدر(رض) تكلّم عن الدولة الإسلامية من خلال نظريته العامة في شهادة الأنبياء وخلافة الأمّة، مشيراً إلى دور الأمّة في المجال السياسي والاجتماعي، فالدّولة في نظر الشهيد الصدر(رض) ظاهرة اجتماعية أصيلة في الحياة، فجاء الأنبياء(ع) ليؤصلوا دورهم في بناء الدولة الصالحة القائمة على التوحيد السليم. ويلفت الشهيد الصدر(رض) إلى وجود خطّين إلهيين يتكوّن منهما المجتمع: خطّ الخلافة، وخطّ الشهادة، مستشهداً بالعديد من النصوص القرآنية. وتأكيد الخلافة أو استخلاف الأرض تتمثّل في طبيعة عناصر العقيدة والمفاهيم والعواطف والأحاسيس المرتكزة على توحيد الله تعالى وحاكميته، وما افترضه على عباده من عبوديته التي تدفعهم إلى إبراز علاقاتهم وتموضعها على أساس ما تقتضيه هذه العبودية من حقّ وعدل وخير بكلّ وعي ومسؤوليّة.
ويشير الباحث إلى ما أنجزه الشّهيد الصدر(رض) في مشروع الجمهوريّة ودستورها تحت عنوان “لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية”، وصولاً إلى المزاوجة الواعية لدى الشّهيد الصّدر(رض) بين ولاية الفقيه والشّورى، ولا ينسى السيّد الشّهيد(رض) دور المرجع الشّهيد على الأمّة، صاحب الدور الربّاني في تنظيم شؤونها، بما ينسجم مع رسالتها ودورها في الاستخلاف.
إنّ الإسلام لا يتعارض مع فكرة الدّولة كظاهرة تاريخية بشرية، بل يعمل على توفير مناخات نجاحها بما هي دولة حديثة في رأي الشهيد الصدر(رض)، تراعي مصلحة الفرد والأمّة، وتحفظ لهما كلّ الحقوق، بما يمنع أيّ انحراف وخلل.
فولاية الأمّة على نفسها تحت إشراف الفقيه المرجع، تندرج تحت عنوان “ولاية الأمة على نفسها”، كما نظر إلى ذلك الإمام السيّد محمد باقر الصدر، الأمة الحية التي تمارس فعلها المؤثّر والإيجابي من أجل حفظ كيانها ورساليّتها وأدوارها في الوجود.
ويتطرق الباحث إلى عناوين عدّة في فكر الشهيد الصدر السياسي، كمشروع التنمية ونهضة المجتمع، وتوصيف ظاهرة الدّولة.
المبحث الثاني تحت عنوان” نظرات معاصرة في فكر العلامة السيّد محمد حسين فضل الله، ومنه ينطلق الباحث للكلام عن تأثير التّاريخ في الحياة الخاصة والعامة وتشكيل الهوية، وما تألق به سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، من قراءة واعية ورصينة للتّاريخ، مستنتجاً منه الكثير من القيم التي تساعد في فهم الحاضر والتّأسيس للمستقبل.
فما تميّز به المرجع السيّد فضل الله، هو القراءة النقدية السلسة والعقلية المنضبطة لأحداث التاريخ.
وأتى تفسيره لها مرتبطاً بتحوّلات العصر وأحداثه، غير منفصل عنها، فمنهجيته قائمة على ربط التاريخ بواقع الحياة المعاصرة.
المرجع السيّد فضل الله، كما يقول الباحث صالح، هو المرجع الأوّل في تاريخ المرجعيّة الذي أعطى التاريخ الديني عمقه في حركيّة الواقع، عبر تفعيل القيمة الإسلامية في سيرورة الواقع المعاش، وجعل المرجعيّة، بالتالي، ساحة متعدّدة الحضور والفاعلية في كل مجالات الحياة.
التاريخ عند المرجع السيّد فضل الله مصدر للقيمة المنفتحة والمتجدّدة التي تحمل رسالة الأمة وتعبّر عن آلامها وآمالها، فالزّمن كلّ متكامل ومتفاعل بكلّ أبعاده ومستوياته، والتاريخ هو تجسيد للتجربة العملية للإسلام وقدرته على التأثير في الناس والحياة.
ويؤكّد السيد فضل الله أهمية وعي تاريخ الرسل والرسالات، وبخاصّة الرسول الأكرم(ص) وأهل بيته الكرام، وما فيه من حركية واقعية تشكل مدرسة فاعلة وحية في كلّ عصر.
وعلى الناس ألا يستغرقوا في غياهب التّاريخ، وينسوا واقعهم وينفصلوا عنه، بل أن يضعوا حاضرهم ومستقبلهم وفق روحيّة القيم التي جاء بها الأنبياء والمصلحون، من خلال ذهنيّة منفتحة تغني التّجربة الحضارية والإنسانية.
ويتعرض الباحث للطريقة العقليّة المميّزة التي نهض بها السيّد فضل الله لمواجهة الانحراف الفكريّ، وتنقية الأجواء التاريخية المرضية التي حنّطت تاريخنا، هذه الطريقة الموضحة للسنن الإلهية المهيمنة على مجريات الأحداث والوقائع، والمواجهة للتزييف والتحريف. ويتابع الباحث بأن المرجع السيّد فضل الله انطلق من رؤية حداثيّة عقليّة تقوم على استيعاب الحدث التاريخي لا نفيه، ومحاولة إيجاد صيغة مصالحة تنويريّة بين الماضي والحاضر، وبين التراث والتحديث والأصالة والمعاصرة.
بحث حاول فيه صالح تسليط الضّوء قدر الإمكان على جملة من العناصر المهمّة في فكر شخصيّتين لامعتين شكّلتا علامتين فارقتين في دنيا الفكر والاجتهاد.
وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019
© Alhawza News Agency 2019
الكلمات المفتاحية : الحداثة العقلانية الانفتاح