المقالات والبحوث

الى كل من شارك ويشارك في رفع راية الامام الحسين عليه السلام .......

الى كل من شارك ويشارك في رفع راية الامام الحسين عليه السلام .......
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

▪️الى كل من شارك ويشارك في رفع راية الامام الحسين عليه السلام .......

 

 راية الامام الحسين (عليه السلام ) هي راية الحق 

 

بسمه تعالى 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين 

السلام عليك با ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك ، عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم ، السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى اولاد الحسين ، وعلى اصحاب الحسين .

السلام عليكم أيّها المؤمنون الحسينيون ورحمة الله وبركاته ، وحياكم الله وبارك جهودكم ومجهودكم وانتم تحيون شعائر الله تبارك وتعالى 

قال تعالى :(( ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ )) الحج : 32

وورد عنهم (ع)  : ( أحيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا )

 

اليوم وانتم تجتمعون لرفع راية الحق والعدل ، والسلام ، والإباء ، والصلاح ، والإصلاح ، راية الامام الحسين عليه السلام ، إيذانا لدخول شهر محرم الحرام شهر الحزن والاسى على اهل البيت وشيعتهم ومحبيهم 

ففي الرواية عن الامام الرضا (عليه السلام ) قال : ( كان أبي صلوات الله عليه اذا دخل شهر المحرم لم يُرَ ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يَوْمَ مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين )

 

في هذا اليوم - وانتم ترفعون راية الحق - يجتمع معكم جميع المسلمين الصادقين المؤمنين بالنبي وأهل بيته لان راية الحسين هي راية رسول الله صلى الله عليه واله ، ومبادؤه هي مباديء رسول الله ، ودعوته هي دعوة رسول الله ، واهدافه هي أهداف رسول الله  ..

لذا قال ( صلى الله عليه واله ) :( حسين مني وانا من حسين ، أحب اللهُ من احب حسينا ) 

وفي هذا اليوم يجتمع معكم أهل الديانات والمعتقدات الاخرى غير الاسلام لان أنبيائهم آمنوا بالحسين  ، وعلموا بقضيته ، واستعدوا لنصرته ، بل وأسالوا الدمع على شهادته 

فراية الحسين هي راية الأنبياء والرسل والأوصياء من بعدهم لانها تدعوا الى ما دعوا اليه الناس من العدل والانصاف والسلام والصلاح ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوحيد الله تعالى ، ونبذ الأصنام وكل ما يعبد من دون الله تعالى 

قال تعالى : (( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى قَالُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ))

وفي الرواية عن إسحاق بن عمار ، قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول :( ليس نبي في السماوات الا ويسألون الله تعالى أنْ يأذن لهم في زيارة الحسين ففوج ينزل وفوج يصعد )

 

وفي هذا اليوم يجتمع معكم الأحرار في العالم لانهم توّاقون لرفع راية تمثل آمالهم وأحلامهم وتحقق طموحاتهم ، وتضمّد جراحهم وآلامهم ، وتنتصر لهم من الظالمين ، وتعيد لهم حقَّهم المغتصب ، وتنشد العيش الكريم لهم وتحافظ على القيم والاخلاق والمبادىء الانسانية العامة 

؛ وما هذه الراية الا راية الحسين (ع )

أيُّها الأحبة أنَّما قدّمت بهذه المقدمة لتعلموا عظيم هذه النعمة التي انتم فيها حيث ترفعون هذه الراية المباركة بما تحمل من مبادئ وقيَّم وشعارات وأهداف ومواقف 

ولتعلموا ان قلوب بني البشر تخفق معكم وتؤازركم على ذلك 

وما أجمل كلمات الحوراء زينب عليها السلام حينما تخاطب يزيد بكل شجاعة واطمئنان بعد استشهاد اخيها الحسين ع :( فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا )

 

أيُّها الأحبة : ان الدماء التي سالت على رمضاء كربلاء قد أحيتْ القلوب ، وأيقظت الضمائر وسيبقى صوت الحسين مدوياً في عنان السماء :( اني لم اخرج أشرا ولا بطرا وأنّما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي أريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين )

 

وتزداد الحاجة وتكبر الى هذه المبادئ الحسينية الفذة في عصرنا الحاضر والعالم يرزأ تحت سياط الظلم والاضطهاد والعنصرية وسحق القيم والاخلاق وخرق نواميس الطبيعة والفطرة ، فيتوق العالم الى المخلِّص الذي يستنقذهم من الظلمات الى النور 

ذاك الذي ورث عصارة الثورة الحسينية بمبادئها وقيمها وأهدافها وهي مخزونة لديه : ولي الله الاعظم الامام المهدي ( عج ) التاسع من ولد الامام الحسين ع ، فسيرفع الراية حال ظهوره لينادي :( يا لثارات الحسين ) 

ليستثمر ذلك الوعي و تلك الطاقة المعنوية التي ولدها دم جده آلامام الفاتح والثائر في أوسع نطاق ليملأ الارض قسطا وعدلا ، وليعمَّ العدل والخير والانصاف في ربوع المعمورة ويرتفع الظلم والفساد والاضطهاد ويعيش الناس متحابين متآخين في الله تبارك وتعالى 

 

ويبقى علينا جميعا تكليفٌ بأدامة

 

هذه الجذوة المباركة بأحياء شعائر الامام الحسين والفات نظر العالم اليها وصيانتها من كل دخيل يشوّهها او يسيء اليها في الشكل والمضمون ، واستثمارها بأفضل صورة مشرقة تحاكي العقول والقلوب وتواكب العصر والتحضّر ، لأن هذه الشعائر رسائل صدق وسلام الى البشرية لتجذبها الى الاسلام المحمدي الأصيل الذي بقى واستمر وتألق بدم الحسين ع في معركة الحق مع الباطل  حتى صح ما قيل : ( الاسلام محمدي الوجود وعلوي المعالم وحسيني البقاء ) 

ليميّز العالم هذا النقاء ويفهم الحقيقة ويرى نور الاسلام الأصيل ، فلا تختلط الأوراق مع ما يروج له الاٍرهاب والتكفير وداعش من صور مشوهة عن الاسلام المزور 

قال تعالى :(( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ ))

 

ولا يفوتنا ان نذكّر بأن جملة من المقدمات قد هيأت الظرف المناسب لنجاح الامام الحسين في ثورته المباركة التي أمات فيها البدعة ، وأحيا فيها السنة ، وحفظ القرآن وأهله ، وأعاد للدين رونقه وأصالته ... ومن بين أهم تلك المقدمات هو الدور الرائد الذي نهض به الامامُ الحسن المجتبى عليه السلام سِبْطُ النبي وريحانتُه وسيدُ شباب اهل الجنة عندما كشف زيف معاوية وجلاوزته ، وبيّن كذبهم وتحايلهم وجنوحهم نحو الملك و المال والسلطة وتنكّرهم للاسلام ومبادئ القرآن حينما الزم معاوية بشروط وثيقة الاتفاق التي سرعان ما نقضها وتنصل منها فبان فساده وكذبه وتعرّى عن تلك القداسة المصطنعة 

وبذلك مهد الامام الحسن لثورة اخيه الحسين ، وهذه تضحية منه لا تقل عن تضحية اخيه عليهما السلام .

وفي عقيدتي : ان دور الامام الحسن مع معاوية من أكبر مصادر ثورة الامام الحسين  ، ومن اوسع أسباب نجاحها 

والحق : (( ان يوم الطف كان صدىً ليوم المدائن )) . حيث ان اتفاقَ الامام الحسن وشهادةَ الامام الحسين قائمان على فكرة عميقة مستمدة من نور ووحي جدهما الخاتم رسول الله صلى الله عليه واله ، ولولا ذاك لما بقي من الاسلام اسم ولا رسم .

فالإمام الحسن بتضحيته فضح معاوية وأظهر عداءه السافر للاسلام والمسلمين 

، وكذا الامام الحسين بتضحيته فتك بدولة أمية وقضى عليها وعلى كل ظالم مستبد وأعطى الدروس الخلّاقة لكل مصلح يريد ان يثور على الظلم والطغيان والاستبداد .

وهذا ما ترجمه جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله ) بقوله : ( الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا ) 

وفي الختام نسجّل شكرنا لكل من ساهم وشارك في هذه الفعالية الولائية لرفع رأية الحق والسلام .

وان أجركم وشكركم على الله تعالى :(( وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))

والحمد لله على ما انعم والشكر له على ما الهم وصلى الله على محمد واله وسلم .

 

‌‎ميثم الفريجي 

‌‎28 ذو الحجة 1439هج

9 أيلول2018 م

‌‎النجف الأشرف 

☆☆☆☆☆☆☆☆☆    

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار