المقالات والبحوث

سلسلة: أشهد ُ أنّ دمَكَ سكنَ في الخُلد (3). الشيّخ عماد الهلالي

سلسلة: أشهد ُ أنّ دمَكَ سكنَ في الخُلد  (3). الشيّخ عماد الهلالي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

سلسلة: أشهد ُ أنّ دمَكَ سكنَ في الخُلد

الشيّخ عماد الهلالي 

 

3ـ (واقشعرت له أظلة العرش)

 

العرش تارة يُطرق على جملة الخلق أو ما في أفلاك السماء من نجوم وكواكب، وتارة يُطلق على العلم بالله، أو علم التوحيد، وإذا عرفنا أن لكل شيء في السماوات والأرض روحاً فلا فرق بين الاحتمالين، سوى أن نفهم أن مجموع كلمات الخلق تشكل كلمة التوحيد وحياة الكون. وفسر المعصومون (عليهم السلام) معنى قوله تعالى: [ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية] بأنهم أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين يحملون العلم. فالعلم لا بد معه في الاعتبار من حملة.

 

ومعنى (أظلة العرش) قد يكون أولئك الحملة، لأن العلم بنفسه حياة، وفرض ذي حياة معه لحمله فرض اعتباري ظلي. ومعنى اقشعرّت له أظلة العرش أي أولئك الذوات الأعلون تفاعلوا مع مقتل الحسين (عليه السلام) وإذا عرفنا أنه (عليه السلام) أحد أولئك الثمانية فلا يستبعد هذا المعنى.

وأظلة مجموع ظل، وقد يكون المعنى ما أظله العرش تحته من الكائنات، فيكون معنى العبارة أن كل ما تحت العرش قد اقشعر لمقتل الحسين (عليه السلام).

 

(وبكى له جميع الخلائق) كل مخلوق يكون بكاؤه بحسبه فالسماء بكت بأنها مطرت دماً والأرض ما زحزح حجر عن مكانه إلا ووجد تحته الدم، ومن المعلوم أن لبكاء الكائنات معنى آخر ولكنه اتخذ هذا المظهر لتنبيه البشر إلى فداحة ما جناه قتلة الحسين (عليه السلام).

ومن المعلوم في التراث الشيعي علاقة ولاية أهل البيت بالكائنات وطاعتها لهم وتفاعلها معهم، ولا غرابة ففي القرآن ما يؤيد ذلك، فمن وجد في نفسه صعوبة في التقبل فليراجع الآيات الشريفة التي تحدثت عن تسبيح الجبال مع داوود وتفاعل المعادن والريح والجن مع سليمان (عليهما السلام).

 

وتفتح الآية الشريفة التالية الأذهان لقبول فكرة بكاء السماء والأرض على البشر وهي قوله تعالى استحقاراً لقوم فرعون وبيان لعدم خطرهم لدى السماء والأرض [فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ] (الدخان : 29).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار