المقالات والبحوث

(4) سلسلة: أشهدُ أنّ دمَكَ سكنَ في الخُلد الحاج الشيّخ عماد الهلالي

 (4) سلسلة: أشهدُ أنّ دمَكَ سكنَ في الخُلد  الحاج الشيّخ عماد الهلالي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

(4) سلسلة: أشهدُ أنّ دمَكَ سكنَ في الخُلد

الحاج الشيّخ عماد الهلالي 

 

4 ـ (وبكت له السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا)

 

البكاء ينتج من الحزن الشديد الذي لا يستطيع المرء كتمانه فيخرج الدموع من عينيه، وقد عرفنا في ما تقدم شيئاً من بكاء السماوات والأرض، وبقي أن نعرف كيف يبكي من يتقلب في الجنة ومن يتقلب في النار من خلق الله تعالى.

فلعل المقصود بهم ملائكة الجنة وملائكة النار، فإن الجنة والنار مخلوقتان الآن والجنة تجري منها الأنهار على بعض المؤمنين في الدنيا من الأحياء أو الأموات، وكذلك النار فمنها يجري الحميم على أصحاب الشمال ومنها تتفرع أغصان شجرة الزقوم، وكل ذلك يدبره ملائكة الجنة وملائكة النار.

ولعل المقصود به أهل الجنة من المؤمنين وأهل النار من الكافرين، فإنهم يبكون على الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو مشاهد فإن بعض الكافرين وأهل المعاصي حين تعرض عليه مأساة الحسين (عليه السلام) يتأثر بها ويبكي، حتى عمر بن سعد بكى على مأساة الحسين سلام الله عليه.

 

وقد يقول القائل أن البكاء على الإمام الحسين يؤدي إلى المغفرة وإلى الجنة، فكيف يبقى الباكي عليه متقلباً في النار؟

 

والجواب أن الجنة والنار -كما شرحنا في بحوث سابقة- موجودتان الآن وأن من الناس من يتنعم في الجنة ومنهم من تحيط به النار، وحالة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) تحصل من العاصي المستحق للنار، ثم بعد البكاء قد يُغفر له ويخرج من النار وقد لا يغفر له، فيمكن أن يقال أن الفقرة تتحدث عن وقت البكاء وليس عما بعده. 

كما يمكن أن يقال أن الجنة هي الإنسانية السليمة، والإنسان الذي يبكي يرجع إلى حقيقته وإنسانيته وهو معنى المغفرة، ولكنه يرجع إلى المعاصي بعد انتهاء حالة البكاء بسبب علاقاته التي لا يستطيع الانقطاع عنها وعيوبه النفسية التي لم يتخلص منها، فهو خرج من النار ولكنه يعود إليها إلا القلة من الناس، ولعل هذا هو معنى التقلب، وإن لم نتصور ما يقابله.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار