المقالات والبحوث

العلامة السيد عادل العلوي : العلماء ورثة الأنبياء! كيف ولماذا؟

العلامة السيد عادل العلوي : العلماء ورثة الأنبياء! كيف ولماذا؟
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

العلامة السيد عادل العلوي : العلماء ورثة الأنبياء! كيف ولماذا؟

 

الوراثة في الهداية وتبليغ الرسالة:

 

  وتعليم الناس وتزكيتهم وإنذارهم وتبشيرهم، ودعوتهم إلى عبادة الله والإخلاص في العمل والخوف من يوم المعاد كما كان يفعل الأنبياء في أممهم: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا),  (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ), (فَإِنّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ), (الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاَتِ اللّهِ), (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلّهُمْ يَحْذَرُونَ).

 

   فالنبي كان طبيباً دوّاراً يعالج أمراض الناس والمجتمع بكتابه الكريم: (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ), (هُدىً لِلنّاسِ), (هُدىً لِلمُتّقِينَ) فالعلماء وكذلك الحوزات العلميّة لا يحق لهم أن يكتفوا بتدريس الفقه فإن ذلك كتدريس الطب والمدرّس غير الطبيب، فالعالم الفقيه من يدرّس الفقه وينزل إلى الساحة لتربية الناس وهدايتهم وتعليمهم وتزكيتهم، ولازم تبليغ الرسالة كما هو واضح تحمّل كل الأذى والمصائب من جميع شرائح المجتمع فيداويهم بالتي هي أحسن: ((أمرتُ بمداراة الناس)).

 

  كان الأنبياء يُنشرون بالمناشير, ويسحب البساط من تحت أقدام الأئمة (عليهم السلام)، ولكل نبي فرعون، وإن الناس أعداء ما جهلوا، وعلى العالم أن يراعي أحاسيس الناس ومشاعرهم ويداويهم بكل ودّ وإخلاص فإنه الطبيب الدوّار، يعالج المجتمع كل على حسب حاله ومرضه، وله حالات مع الجهّال فمنهم: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً) ومنهم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) ومنهم: (وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ِ) ومنهم: (وَاصْبِرْ عَلَى‏ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار