المقالات والبحوث

الدين والطاقة الإيجابية "وقفة قرآنية" بقلم الشيخ عماد مجوت

الدين والطاقة الإيجابية   "وقفة قرآنية"    بقلم الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

الدين والطاقة الأيجابية 

           "وقفة قرآنية"

 

بقلم الشيخ عماد مجوت

 

 يشكل الأيحاء الأيجابي أبرز عناصر صناعة النجاح والعطاء في حركة الدين التي تتمحور حول إيجاد عناصر الشعور بالطاقة عند الإنسان, فلا يقتصر حديث الدين بالإشارة الى خطوات النجاح التي تهيء له سبل الراحة والأستقرار , بل يتعدى الحديث ذلك ليجعل من مواطن الزلل, والعثرة, والتلكأ في الحياة إنطلاقة للبناء النفسي والصحة الروحية , فلا تنتهي عجلة النجاح عند خطأ قد يرتكبه ! بل أمده بالطاقة التي تشكل رافد النجاح البديل .

 ففي صورة من صور تلك الطاقة يقول تعالى في معرض الثناء, وجعلهم إنموذجاً للنجاح مع الجزاء لهم :  " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " (آل عمران:136) . فالثناء على هولاء الذين ابتلوا بفعل الفاحشة , وظلم أنفسهم , لم يتوقفوا عند ذلك بل جعلوا منها إنطلاقة لأعادة الحسابات , فأتخذوا ثلاثة خطوات للنجاح , فقوله تعالى : { ذكروا الله } فلم يعرضوا عنه لأن طمئنينة القلب بذكره فعجلوا فعالجوا " فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ". ثم أردفوه بفعل وهو الإقلاع ونفي العزم على العودة بقوله : { ولم يصروا } .فولدوا عند أنفسهم  تأثيرا للانفعال النفساني , وهو العلم وهو قوله : { وهم يعلمون }. فجاء الجزاء بقوله تعالى:" أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ".

وصورة أخرى من صور الإيحاء الفعال الذي يبعث في النفس الأمل وآلأستبدال هي صورة إستبدال السيئات بالحسنات كما في قوله تعالى: " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "(الفرقان:68-70). فمع الوعيد بمضاعفة العذاب يتعاظم الوعد بالجذب الى باب الودود ليكون الورود من باب الأعراض , والنجاح من حيث اللأبتعاد , فكان أستبدال السيئات بأخر حسنات . 

 

وصورة أخرى من صور القيام من حيث التعثر قوله تعالى:" وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (التوبة:118) . فمهما تغلقت الأبواب فأن باب الكريم لا يغلق , فأي أمل اوسع , وأي رجاء أرجى , واي دعوة أكرم ؟

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار