أخبار اسلامية

اهم ما يميز الشخصية المباركة لسيدنا الاستاذ الصدر قدس سره الشريف ؛ الشمولية والسعة المحاطة بسطوة البرهان ،وسلاسة منبهات الوجدان المدعومة بآيات القرآن .

اهم ما يميز الشخصية المباركة لسيدنا الاستاذ الصدر قدس سره الشريف ؛ الشمولية والسعة المحاطة بسطوة البرهان ،وسلاسة منبهات الوجدان المدعومة بآيات القرآن .
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

اهم ما يميز الشخصية المباركة لسيدنا الاستاذ الصدر قدس سره الشريف ؛ الشمولية والسعة المحاطة بسطوة البرهان ،وسلاسة منبهات الوجدان المدعومة بآيات القرآن .

هذا ما ذكره لنا احد طلبة السيد محمد محمد الصدر (قدس) في لقاء" اجريناه  مع استاذ الحوزة العلمية الشيخ حسين الطائي في النجف الاشرف بمناسبة الذكرى الاليمة بعد مرور عشرين عاما" قال  :

 السلام على رواد الحق  الذين تجذبهم رائحة المعرفة الربانية ففاقوا الازهار التي لم ولن تدرك قيمة عطرها وكل همها العناية برحيقها  وتفوقوا على نحلها التي لم يقدر لها ان تستمتع باريج تلك النسمات الملكوتية فضعف الطالب و المطلوب .

وقد اجتمعت في شخصية سيدنا الاستاذ خصال ثلاث مكنته من اقتحام اسوار القلاع العلمية والغيبية ومكنته من ملامسة اسرار التشريعات السماوية فخرج  مظفرا منتصرا وتلك الخصال هي البرهان والعرفان والقرآن. 

 فالشمولية والسعة المحاطة بسطوة البرهان وسلاسة منبهات الوجدان والمدعومة بآيات من القرآن هو اهم ما كان يميز الشخصية المباركة لاستاذنا الشهيد .

اما سؤالكم عن تلقي خبر اغتياله فانا كنت حينها في بغداد ابحث عن محامي اوكله للدفاع عن اخي الاكبر المعتقل في سجون حزب البعث . وعندما سمعت بالخبر لم اكن مستغربا"

لكن صدمتني بعد ساعة من التأمل صورة رجوعي الى النجف الاشرف وعدم سماع صوته وعدم النظر الى عينيه الرحيمتين وعدم التمتع بحنانه الابوي الذي نشأت عليه وبقيت سارحا  حتى دخل جلاوزة البعث علينا وقد احاطوا بالدار واخذونا الى مقرهم الحزبي ومعي اخي حيدر وبعد ساعة  تم احالتنا الى مقر امني فسرنا برفقة احد جلاوزة الامن و هناك سألتهم لاي شيء نحن هنا ؟ فاجاب الضابط هناك نحن نحقق في سبب مقتل السيد وانت من وكلائه فماذا تفعل هنا في مثل هذا اليوم فاجبتهم فلم يقتنع واراد ان يسأل اكثر فاختصرت عليه الطريق وقلت له انت من دون توجيه اسألة افعل كل ما عندك من اجراءات ثم قرات سورة وذا النون .. فما انتهيت منها حتى قال اذهبا وغدا تاتيان لاستلام الهويات . فخرجنا 

وهنا عادت بي الذكريات الى ذلك الماضي وليس معي احد بعد الله تعالى يصبر علي سوى اخي ورفيق دربي وليس عنده شيء يقوله لي سوى كيف ستصبر على ما حدث وما انت فاعل ولا اتذكر ما الذي قلته له فرجعت الملم جراحات ابناء البصرة .

اما عن كيفية كتابة الزيارة المباركة فبعد اسبوع من شهادته الباسلة انطلقت من البصرة الى النجف وقد مررت بكل محافظات الجنوب وكانت وجوه ازلام البعث الكالحة في كل مكان وانا اتذكر كلماته في درس التفسير وصوته يرن في مسامعي وكلما تقدمنا نحو النجف يرجعوننا لانه لا احد في الطريق سوى سيارة الاجرة التي اقلتني مع والدتي التي اصرت على مرافقتي 

وبعد وصولنا جلست في الدار ولم اخرج الا للزيارة والصلاة وانا ارى سماء النجف الصافية كانها في ظل من يحموم وعندها جلست متأملا ورحت اردد في نفسي تلك الكلمات التي قرأها المؤمنون عند الزيارة الاربعينية الاولى لمرقده الشريف بعد ان دونتها وعرضها بعض الاخوة على شيخي الاستاذ اليعقوبي واستلطفها فطبعت و تم توزيعها .

لكن ندمت على البوح بتلك الكلمات لانها وان صدرت من القلب لكن كانت اقل بكثير مما يناسب مقام ذلك القديس الطاهر من جهة ومن جهة ثانية لقد تم تعذيب الكثير من المؤمنين للوصول الى الكاتب ولم اعلم بذلك الا بعد السقوط لانه لم يكن احد يعرف بذلك بعد الله تعالى وإمام العصر الا ثلاثة احدهم سماحة الشيخ اليعقوبي.

وأما فلسفته رضوان الله عليه فلا يسعني ان ادرك تمام الحقيقة الصدرائية التي جسدها السيد الشهيد  لكن من خلال ما قرأت له وسمعته منه فاعتقد انه انسان بكل ما للكلمة من معنى فقد سعى وجاهد ايمانا منه بان كل ما في الكون يسير نحو الكمال المطلق ومن الخيبة ان ان يتحرك الانسان بعكس اتجاه المسيرة الكونية ومن الحق ان يلازم كل المخلوقات العاقلة السائرة نحو الكمال المطلق وفي الطريق ادرك ان الله تعالى وتقدس قد جعل لكل مخلوق حدا يصل اليه ومقدارا يسير اليه  في مدارج الكمال  

 فللوصول الى الحقيقة المطلقة لم يلتفت الى توقف البعض جنا كان ام انسا ام ملكا ام خلقا اخر وعلم ان المولى تعالى وتقدس قد ادخر مقامات لا ينالها الا من امتحن الله قلبه بالايمان لكن الامتحان صعب مستصعب وهو يتطلب قبل كل شيء ان تذيب ذاتك في ذاته فلاتعتقد انك شيء لانه سيكون هناك شيئان والحقيقة انه لا يوحد سوى شيء واحد فلا مجال الا بالسعي للانصهار  فزاد امتلاء النفس ايمانا لن يشفع لك عند الغوص في اعماق المعرفة الباطنية فلا بد من التسلح بمنهج امير المؤمنين القائم على اساس المخالطة والانصهار والذوبان التام في المعشوق فتصبح كلك هو ولا شيء في الكون سواه وهو ما نعبر عنه بمرحلة الفناء المطلق في رحلة وشوط الصعود من الخلق الى الحق او ما كان يعبر عنه بمرحلة الاستسلام المطلق للحق تعالى ليفعل بك ما يشاء بما يشاء كيف يشاء.

 وقد اخبرنا انه وصل بفضل الله تعالى لذلك المقام فقد ذكر لنا ذات يوم بلغته العرفية ال

 

معتادة انه وقع ورقة على ورقة بيضاء وقدمها لله ليفعل به ما يريد 

لكن كل ذلك لا يحقق المعرفة الحقيقية بل يحصل التكامل الحقيقي من خلال النزول من الحق الى الخلق 

والسير خلف المعلمين الاوائل من اولي العزم والدخول بكل عزم وثبات وثقة  الى نار  المجتمع فكان مشروعه الاصلاحي على الصعيد المجتمعي يمثل باكورة تلك الخطوات المشرقة من رحلته نحو الله تبارك وتعالى .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار