المقالات والبحوث
كيف كان الامام المهدي عج هو عين للحياة ؟!
ورد في زيارة الامام المهدي (عج) في يوم الجمعة : (( ..السلام عليك ياعين الحياة ))
كيف كان المهدي هو عين للحياة ؟!
واي حياة هو (ع) عين لها ؟
بقلم: ام منتظر الكاظمي
فالحياة منها مادي ومنها معنوي .. ومنها ماهو حياة القلب ومنها ماهو حياة البدن .. ومنها ماهو دنيوي ومنها ماهو اخروي .
فللامام الحجة (ع) مميزات وخصائص ميزها به الله تعالى , ومنها كونه عيناً للحياة , فالعين هي المنبع الصافي التي منها حياة لاموت معها .
فهو (ع) نبع عين لحياة معنوية هدفها الاخرة وانما جعلت الدنيا لها جسرا وممرا لتلك الحياة الدائمة .. حياة لطالما كانت هدف اولياء الله واصفيائه. يقول الامام علي ع:
(أيّها النّاس ، إنّما الدّنيا دار مجاز ، و الآخرة دار قرار ، فخذوا من ممرّكم لمقرّكم ، و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم) نهج البلاغة
وهو نبع عين لحياة القلب واعماره بتقوى رب العباد والورع عن محارمه والارتقاء بالروح عن امور مادية من مال وملذات وشهوات .. فللقلب حياة وموت، فكم من إنسان حي ببدنه يعيش في هذه الأرض ولكنه ميت القلب، لا يشعر بوجود امامه المنتظر ع ولا يرى أمامه سوى هذه الدنيا. وأما لو كان القلب حياً عامرا بذكر مولاه فإن سائر أعضاء هذا الجسد سوف تنبض بالحياة لأنه هو الموجه لها وهي مطيعة له ولذا ورد في رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: "القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده "كنز العمال: 1223، 1205. هذا من جهة .
ومن جهة اخرى هو عين الحياة الدنيا .. فالدولة العادلة التي لاجور فيها ولا ظلم .. دولة الحق والعدل الالهي .. الدولة التي يتنعم الجميع فيها بالامن والامان ,تتحقق به عليه السلام.
ورد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ سورة الحج، الآية: 41 قال عليه السلام: "المهديّّ وأصحابه يملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدِّين. ويميت الله عزَّ وجلَّ به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهةُ الحقّ، لا يُرى أثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولله عاقبة الأمور" منتخب الأثر، م. س: 475
لذا كان سيدي عين الحياة الدنيا ونبعها الصافي فعلى يديه ستتحقّق دولة العدل الإلهيّ في آخر الزمان ليعيش الناس بأمان واطمئنان لما يرونه ويتذوّقونه من طعم الإيمان وحلاوة العدل الّذي يحقّقه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولهذا أشارت الروايات والأخبار إلى معالم الزمن المهدويّ وما يتمّ على يد الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف من إنجازات على مستوى تحقيق الرفاهيّة والعدل للبشريّة.
عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال: "(... وتُخرج له الأرض ـ أي للمهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ أفاليذ كبدها وتلقي إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنّة ) المصدر :المهديّ الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية، نجم الدِّين العسكريّ:288. مؤسسة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، طهران.
ومن هنا كلما حاول الانسان تقوية علاقته بامام زمانه والتواصل معه روحيا وفكريا سيكون هذا الامام هو نبع عين لحياته .. فيحيى حياة ترتقي بالمعنويات .. وتتعالى عن الملذات .. وتسير نحو الاخرة بقلب سليم عامر بذكر الله تعالى
© Alhawza News Agency 2019