المقالات والبحوث
الصوم والشكر
بقلم الشيخ عماد مجوت
لما كان الإيمان يحلق بك في سماء المعراج ، ويطوف بك ميادين العشق,كان جناحاه الصبر والشكر , كما عن الحبيب (صلى الله عليه وآله): الإيمان نصفان: فنصف في الصبر، ونصف في الشكر (ميزان الحكمة ج1ص190), كان الصوم صبراً , وتمامه شكراً :" وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (البقرة:185).
فإذا أجبت الداعي :"هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله", وكنت من أهل الكرامة , وأكملت العدة, ولبست ثوب الهداية فأقرأ على نفسك :" هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ " (الرحمن:60).وكن بجزائك للضيافة شاكراً :" اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ:13).
ثم أرفع يدي ذاتك وقلبك ساجد وقل بلسان الحال :" إلهِي أَذْهَلَنِي عَنْ إقامَةِ شُكْرِكَ تَتابُعُ طَوْلِكَ،.. وَأَعْيانِي عَنْ نَشْرِ عوارِفِكَ تَوالِي أَيدِيكَ، وَهذَا مَقامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعْمآءِ،..وقابَلَها بِالتَّقْصِيرِ، وَشَهِدَ عَلى نَفْسِهِ بِالاهْمالِ وَالتَّضْيِيعِ، وَأَنْتَ بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجِينَ .. جَلَّلَتْنِي نِعَمُكَ مِنْ أَنْوَارِ الاِيْمانِ حُلَلاً، وَضَرَبَتْ عَلَيَّ لَطآئِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلاً، وَقَلَّدْتَنِي مِنْكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقْتَنِي أَطْوَاقَاً لا تُفَلُّ، فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانِي عَنْ إحْصائِها، وَنَعْمآؤُكَ كَثِيرَةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إدْرَاكِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ ".مناجاة الشاكرين
© Alhawza News Agency 2019