أخبار اسلامية

الشباب المؤمن الهادف نور على نور

الشباب المؤمن الهادف نور على نور
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

الشباب المؤمن الهادف نور على نور

بقلم فضيلة الشيخ حيدر اليعقوبي دام عزه

للشباب دور مهم في حياة البشرية ، وهذه المرحلة من العمر هي مرحلة نشاط وحيوية وطاقة يفترض أن تستثمر في صالح الإنسان ، وفي نفع البشرية التي تقوم وتتكامل بجهد أبنائها .
لكن الحاصل مع الأسف أن أغلب الشباب ، يضيعون هذه الفترة المهمة من حياتهم بالركض خلف الشهوات والرغبات ، والجري خلف أهواء تافهة أو منحرفة ، تمليها عليهم النفس الأمارة بالسوء ، والشيطان الرجيم الذي توعد البشر بالإضلال والإغواء ..
والغريب في الأمر أن مثل هؤلاء الشباب يلقون باللوم على الظروف والأوضاع العامة ، مع أنهم لا يفعلون شيئاً مقنعاً لإصلاح ظروفهم وإصلاح أحوالهم العامة أو الشخصية في أقل التقادير ..
ولايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، كما يؤكد لنا كتاب الله تعالى ( القرآن الكريم ) ..
وقد ورد أن الله تعالى يبغض الشاب الفارغ ، في إشارة الى أهمية العمل النافع والحركة الإيجابية للشباب ، وعدم صحة الخمول والكسل ، مهما كانت الأعذار المقدمة للتبرير .
وفي وصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للإمام علي (عليه السلام ) : ( يا علي بادر بأربع قبل أربع :
شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك ) .
وفي الحديث عن الصادق (ع) : ( لاتنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك , ان تطلب بها الآخرة ) ..
مع الإلتفات الى ان السعي للآخرة شامل لكل عمل مفيد صالح في الدنيا يراد به وجه الله تعالى ، وتحصيل التكامل على إختلاف معانيه الصالحة أو الراجحة ، ومنها تحمل المسؤوليات اللازم تحملها وأداؤها في حياة الإنسان الفردية والمجتمعية ، قربة الى الله تعالى ، وأداء للحقوق ، وهي كثيرة .

أكتب هذه الكلمات في يوم ١٢/ آب ( أغسطس) الذي يعتبرونه يوماً دولياً للشباب ، حيث يستغله أغلب شباب العالم مع الأسف ، لإقامة الإحتفالات أو الممارسات الفوضوية التافهة أو المنحرفة ..
مع ان المفروض ان يكون في هذا اليوم ( وفي كل يوم ) ، إهتمام وجدية لإقامة الندوات العلمية والتربوية لتهيئة وتعبئة هذه الطبقة المهمة من المجتمعات الإنسانية ، لأجل القيام بمسئولياتهم وأدوارهم الضرورية في حياة الأمم وبناء مستقبلها .
وتجدر الإشارة الى ان جمهورية إيران تحتفل بيوم الشباب في الحادي عشر من شهر شعبان ، أي في ذكرى مولد علي الأكبر بن الإمام الحسين (عليه السلام ) ، بإعتباره نموذجا ًأمثل ومصداقاً أكمل للشباب الذي تطمح اليه الإنسانية ، وتحتاج اليه البشرية ..
اللهم وفق شبابنا للخير والصلاح ، ونشر الخير والصلاح ..
وأيدهم وسدد خطاهم لكل ما تحبه وترضاه ، وإعصمهم وإحفظهم عن كل ما لا تحبه ولا ترضاه ..
طهر أبصارهم وقلوبهم من الإثم والحرام ، وإجعل هواهم ورغبتهم في الطاعة والصلاح .. يا رب العالمين

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار