المقالات والبحوث

ما رأيتُ ألّا جميلا بقلم وجدان الشوهاني

 ما رأيتُ ألّا جميلا    بقلم وجدان الشوهاني
المصدر: المجمع العلمي لجامعة الزهراء (ع)

 

ما رأيتُ ألّا جميلا 

 بقلم وجدان الشوهاني 

قولٌ لسيدةِ العفافِ والناطقُ الاعلامي من أرضِ الطفِ مولاتنا زينبٌ عليها السلام 

فقد كتبَتْ اقلامُ العلماء صوراً كثيرةٍ لتفسيرِ الجمالِ الذي رأتهُ مولاتنا زينب عليها السلام 

مع إنَّ ما جرى قد غيّر حالها 

حتى إنَّهُ يُروى إنَّها عليها السلام عندما عادتْ الى مدينةِ رسولِ الله مع العيال لم يعرفها اقربُ الناسِ اليها 

أذن أيُّ جمالٍ ذلك الذي رأتهُ زينب عليها السلام 

وكيف ينسجم جمال ما رأتْ مع تغيير حالها 

ومن هنا كان لابد من تفسير ذلك الجمال بما ينسجم مع حالها 

حتى لا يكون هناك تناقض بين الحال والمقال 

 نبدأ من قول المعصوم لها 

( انتِ عالمةٌ غيرُ معلمة) 

 وقول المعصومِ حجّة 

فهي عليها السلام عالمةٌ وبذلك تكون عليها السلام  على درايةٍ كاملة بعقيدةِ بني امية لعنة الله عليهم.  

فمِن أهم العقائد الفاسدة التي روّج لها بنو امية هي عقيدةُ الجبر 

التي تنص على إنَّ الانسان لا يملك الاختيار وإنّ افعالهُ التي تصدرُ منهُ  تُنسب لله سبحانه وتعالى ولا دخل للانسان بها 

ومن هنا نفهم قول 

عبيد الله ابن زياد لعنة الله عليه 

لمولاتنا زينب عليها السلام 

(كيف رأيتِ صُنعَ اللهِ بأخيكِ الحسين ) 

فقد نَسبَ ما جرى للحسينِ عليه السلام في كربلاء لله سبحانه وتعالى 

حتى يحاول ان يبيّن للناس بأنَّ  يزيد هو خليفة الله ولا يفعل إلّا ما اراد الله 

وليس ليزيد دخل فيما جرى على الحسين عليه السلام. 

وتلك هي عقيدة الجبر الفاسدة التي خدّروا بها عقول الناس 

هذا من جهة 

ومن جهةٍ اخرى حاولَ ابن زياد لعنة الله عليه أن يستهزيء بمولاتنا زينب ع 

ويُظهر الفرح بنصرهم  بما جرى 

ومِن هنا  فإنها عليها السلام 

ردّت على اللعين  بقولها 

( ما رأيتُ ألّا جميلا ) 

لتقول له وللناس ان الله بريءٌ من افعالكم القبيحة وانه سبحانه وتعالى لا يَصنع بأوليائه القبيح 

وما جرى على الحسين ع في كربلاء ما هو الا قبيح صنعكم بأولياء الله  

ولذا قد جعل الله سبحانه وتعالى للحسين  عليه السلام منزلةً عظيمة فاقت منازلَ الاولياء 

وهذا هو جمال صُنع الله سبحانه وتعالى بالحسين عليه السلام  الذي رأتهُ زينب عليها السلام. 

وبذلك اسقطت مولاتنا زينب عليها السلام عقيدة فاسدة وفضحت تلك العقيدة التي حَاول بنو امية  ان يخدّروا  الشعوب بها 

اما الاستهزاء الذي اراده ابن زياد لعنة الله عليه 

فقد بيّنت عليها السلام إن جمال النصر برفعة منازل الشهداء خصوصاً وإنهم في حزب الله لا  بظِلمِ اولياء الله والدخول بحزب الشيطان 

فحتى لو سقط الحسين عليه السلام على رمضاء كربلاء صريعاً 

فبقاء دين جده هو النصر الحقيقي 

وبهذا ردّت مولاتنا زينب عليها السلام استهزاء بني أمية 

وردّت كيدهم الى نحورهم 

و بهذا التفسير 

لمقالها عليها السلام لا يبقى شك في إنّ ما جرى على الحسين عليه السلام لم يكن بالهيّن على مولاتنا زينب عليها السلام بالأضافة ايضاً الى ما جرى بطريق السبي 

فهو كفيل في تفتيت الجبال فكيف بمولاتنا زينب عليها السلام وتغيير حالها 

وايضاً  ينكشف حقيقة 

جمال ما رأتهُ مولاتنا زينب عليها السلام في كربلاء 

فجمال صُنع الله بعظيمِ منزلة الحسين عليه السلام وبقاء الدين 

وقبيح صُنع بنو امية بقتل اولياء الله في أرضه ولم يكتفوا بل 

مثلّوا وسبوا حرائر اهل البيت عليهم السلام 

فايُّ قبيح صنعَ بنو امية 

وايُّ جزاءٍ سيكون جزائهم يوم القيامة 

الا لعنة الله على الظالمين 

والعاقبة للمتقين

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار