المقالات والبحوث
الدين والطاقة الإيجابية
بقلم لشيخ عماد مجوت
ما لا يكاد يخفى على أحد هو ما يتمتع به أهل الدين والإيمان من طاقة إيجابية تبدأ من الطواعية وسهولة التسليم للشريعة وانتهاءا إلى الجود بالنفس الذي هو أقصى غاية الجود .
مما يعني أن الطاقة الدينية في نفوس المؤمنين طاقة فعالة تبعث بالحياة في نفوس أتباعها، وهو ما لا تجده في غير أهل الدين والإيمان ، ويكفيك إطلالة سريعة على المواقف لتعرف ذلك : ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذينَ لا يُؤمِنونَ﴾[الأنعام: ١٢٥].
ومن هنا تظهر حقيقية الدعوى لإقامة دين الله تعالى وحضوره في الواقع الحياتي لأنه يهيء الخير للناس : ﴿وَلَو أَنَّهُم أَقامُوا التَّوراةَ وَالإِنجيلَ وَما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبِّهِم لَأَكَلوا مِن فَوقِهِم وَمِن تَحتِ أَرجُلِهِم مِنهُم أُمَّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَكَثيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلونَ﴾[المائدة: ٦٦] .
فهل تجد يدا أرحم وأعلى من يد أهل الدين والإيمان في الدفاع عن أرضهم وشرفهم، أو أسبق إلى الخير ومعونة المحتاج منهم : ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ آمَنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ ثُمَّ لَم يَرتابوا وَجاهَدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم في سَبيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقونَ﴾[الحجرات: ١٥] .
فأي صورة ملكوتية أعظم من حضور الدين في حياتنا، وفاعليته في الجهاد والإنفاق والتكافل الاجتماعي، وهو حقيقية الطاقة الإيجابية التي يولدها في النفوس :﴿يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصّالِحينَ * وَما يَفعَلوا مِن خَيرٍ فَلَن يُكفَروهُ وَاللَّهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ﴾[آل عمران: ١١٤-١١٥] .
ومن هنا وبما نحمله من هذا الطاقة نحن مدعون لإقامة الدين وجعله أس حياتنا، فما إقامة دولة الإسلام إلا وسيلة لإقامة الدين :﴿قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لا بَيعٌ فيهِ وَلا خِلالٌ﴾[إبراهيم: ٣١] .
ولا تجارة تعلو تجارة إقامة الدين وخدمة الناس: ﴿إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ * لِيُوَفِّيَهُم أُجورَهُم وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفورٌ شَكورٌ﴾[فاطر: ٢٩-٣٠].
ولا نلتفت إلى الأصوات التي تصور الدين وأهله أنه مفصول عن الواقع الحياتي : ﴿الَّذينَ يوفونَ بِعَهدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضونَ الميثاقَ * وَالَّذينَ يَصِلونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيَخشَونَ رَبَّهُم وَيَخافونَ سوءَ الحِسابِ * وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ﴾[الرعد: ٢٠-٢٢] .
والكلمة العليا هي عهد الله تعالى ، وهو ميعاد الصادقين : ﴿يُريدونَ لِيُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَاللَّهُ مُتِمُّ نورِهِ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ * هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ﴾ [الصف: ٨-٩] .
© Alhawza News Agency 2019