المقالات والبحوث

التوفيق عناية الرحمن

التوفيق عناية الرحمن
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم :الشيخ محمد مهدي الآصفي

يقول امير المؤمنين (ع) : (( التوفيق عناية الرحمن ))

التوفيق لايأتي بمعنى تعطيل دور قانون العلية في الحياة في الحياة الطبيعية والمجتمع ولااستحداث قوانين جديدة في الطبيعة والمجتمع لخدمة الانسان وإنما يأتي بمعنى : ( توجيه الاسباب للانسان نحو الخير )

 

فإن قوانين الطبيعة تبقى فاعلة وحتمية ومنها مايؤدي نحو الخير ومنها مايقود نحو الشر وعلى الانسان أن يختار منها هذا أو ذاك وعليها يتقرر مصيره ولكن ليس دائما تتهيأ للانسان الفرصة الكاملة لاسباب الخير في الطبيعة والمجتمع فقد لاتكون هذه الاسباب في متناوله ومقدروه وقد تغيب عنه ولايتهدي اليها ...وفي مثل هذه الحالات فإن الله عزوجل يأخذ بيد عبده الى هذه الاسباب التي تقوده الى السعادة والخير 

 

 والتوفيق سنة الهية عامة لكل الناس بدرجات مختلفة الا الذين يسلبهم الله التوفيق ومن دون هذا الاصل لايمكن أن تستقيم حياة الناس ...ولكن قليلا من الناس يلمسون يد الله في حياتهم ويعرفونها وإؤلئك هم ذوو البصائر من عباد الله وتلك خسارة حقيقية في عالم (المعرفة ) إن ينعم الله على عبد بالتوفيق في حياته ثم لايعرف يد الله في حياته في السراء والضراء وعند كل خطر ومزلق من مزالق الحياة وفي المعاناة والراحة والشدة ثم لايعرف يد اله في حياته ولايعرف رعايته له تعالى ولايشعر بمعية الله تعالى في حياته 

ومافتح الله تعالى عليه من أبواب رحمته ومعرفته فيقف الانسان دون هذا الباب لايهتدي الى اليد الرحيمة التي ترافقه وتعطف عليه وتشده وتعضده وتفتح عليه مغاليق ابواب الحياة وتيسر له ماأُغلق عليه من مسائل الحياة وتؤدبه وتهذبه...

 

الشيخ محمد مهدي الآصفي

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار