المقالات والبحوث
شهرٌ هو عندالله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات" ( أفضل الأزمنة )
بقلم الشيخ عبد الحكيم الخزاعي
بعد أن بين النبي صلى الله عليه وآله حكم الكل أراد بيان أفضلية الأجزاء ، ولاشك ان الأجزاء تتبع الكل ، فهذه القطعة الزمنية كلها مباركة كلها رحمة كلها مغفرة ، وهذا الحكم يسري من الكل إلى الجزء ، فايام شهر رمضان المبارك أفضل الأيام ، ولياليه وساعاته كذلك ، وهذه الافضلية للكل وللجزء ، بمعنى لو قسنا الشهر بباقي الشهور فهو أفضل ، ولو قسنا أيامه ولياليه ولحظاته فهي أفضل أيضا .
وهذا الأخبار ليس فقط يريد أن يبين الافضلية وكفى ، فكما أن الأخبار عن افضيلة الشهر يستدعي أن يكون الإنسان مستعدا له ويعيش في هذا الشهر بأفضل حال ، كذلك يريد أن نكون في الأيام والليالي والساعات واللحظات أيضا ، إذ قد ينتبه الإنسان إلى افضيلة الكل فيعيش المسألة كتصور عام ، لكنه لا يعيش القضية بالتفاصيل ، والتفاصيل يكمن بها الشيطان كما يقال ، وهذا الحال مع الأسف ، فالجميع يتحدث عن أفضلية للشهر لكن لو تمعنا بالتفاصيل ماذا نجد ؟ مع الأسف الشديد نجد إهدار وقت الشهر بما لا ينبغي ، بل أصبح الشهر شهر كسل وليس عمل ، شهر الأكل وليس الصوم ، شهر زيادة الوزن لا انقاصه ، شهر الانشداد إلى الشاشة لا إلى كتاب الله أو كتب المعرفة أو حلق العلم والذكر ، الشهر الذي أصبح تتنافس فيه الفضائيات على أفضل المسلسلات ليس التي تحكي لنا قصص الأولين من أهل البيت والصحابة والتابعين ، وتذكر الأجيال بماضي عز ذهب لعل الأجيال تستعيد قليل من الكرامة ، بل شهر تعرض فيه شخصيات تافهة بل يعرض فيه مسلسلات التطبيع مع إسرائيل! !!
وسنبين ان شاء الله كيف يستغل المؤمن هذه الأيام والليالي والساعات واللحظات
© Alhawza News Agency 2019