المقالات والبحوث

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة.. مع أسئلة للمنتظرين (6)

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..  مع أسئلة للمنتظرين (6)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

 

6: إِلى مَتى أَحارُ فِيكَ يا مَوْلايَ وَإِلى مَتى وَأَيُّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأيَّ نَجْوى؟

 

  يا سيدي إن لواعج الشوق قد استمكنت من قلبي، وحزن البعد والفراق قد سكن نفسي فلم يبارحها،

 

  فإلى متى أبقى متحيرا في أمرك،

 

  أسأل الله تعالى بحقك وحق آبائك الطاهرين، أن ينجينا من تلك الحيرة التي وصفها أمير المؤمنين عليه السلام بقوله في حديثه عنك: (.. إن ذلك لكائن ... بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله عزّ وجلّ ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه).

 

  مولاي، إن حيرتنا فيك ليست هي حيرة التائه عن الطريق، 

 

  فإني بك وبآل بيتك اهتديت وطريقهم سلكت، وإني على ذلك ثابت إن شاء الله تعالى، 

 

  ولكنها حيرة البعد عن واسطة الفيض الإلهي،

 

  إنها حيرة القلب الذي لا يستقر إلا برؤية معشوقه قد أطل عليه، وأشرق نوره فيه، فإلى متى تبقى هذه الحيرة تلوج وتضطرب في صدري ..

 

  يا مولاي، بأي خطاب استطيع أن أبين لوعتي عليك ولهي فيك ؟

 

  وبأي طريقة أتحدث عنك، وقد كَـلّ لساني عن الحديث إمام الملا عما يجول في قلبي، وما يحتبس في صدري،

 

  إن الكلمات لتقصر عن بيان ما يلوج في قلبي، وما يشتمل عليه صدري .. 

 

  فإن استبدلت خطابي بالمناجاة سرا بيني وبينك ، ما استطعت ولعجزت عن شرح مرادي، 

 

  وماذا عساني أن أقول في وصف ما أنا فيه، قبال ما أنت فيه من عظيم المحنة، وطول البلاء .. 

 

  فليس أمامي إلا أن أتوجه إلى الله تعالى بزفرة الألم وحنين الشوق متوسلا صادقا بتعجيل فرجك وكشف كربك وهمك.

 

 

  يا أيها المنتظر ..

 

  هل أعددت عدتك، ليوم أو لساعة الحيرة التي ضلّ فيها الكثير، والكثير من الناس ؟

 

  هل أنت واثق من أنك قد تحصنت عنها، وثبت نفسك ووطنتها على كل ما يحتمل أن يلاقيك في طريقك الطويل هذا ؟

 

  هل بذلت جهدك في مخاطبة الآخرين بشأن إمامك وقضيته، حتى استفرغت وسعك، وانقضت كلماتك في سبيله ؟

 

  هل لك من جملة أوقاتك، وقت خصصته لمناجاة ولي الأمر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ؟

 

  ثم السؤال الذي كررناه كثيرا، ما هو مستوى الصددق في هذه الدعاوى التي أدعيها وأنا أقرأ هذا الدعاء المبارك ؟

 

 

   احتفظ بالإجابة في نفسك وحاول من الآن وصاعدا أن تحصن نفسك بمعرفة أمر الإمام والإمامة، لتثبت عليها يوم تزل الأقدام،

 

  ولتكن من الجماعة التي وصفها أمير المؤمنين عليه السلام بأنهم (المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله عزّ وجلّ ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه).

 

  وليكن ذكر الإمام حاضرا في جميع مجالسك، ولتكن لك مع إمامك خلوة تناجيه فيها، ولا تنسى الإكثار من الدعاء له بالفرج ..

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار