المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة التاسعة والعشرون

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة التاسعة والعشرون
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

 

* الإضاءة التاسعة والعشرون: التعرّضُ لنفحات الله تعالى

 

# قال تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))(1).

 

# يتحيّنُ المؤمن الفرص، للتقرب من مولاه. يحاول من هنا وهناك، على أمل أن يؤذن له بالدخول، إلى ساحة رحمة الله تعالى، وإلا فالبابُ مفتوح على الدوام. عن إمامنا السجاد (عليه السلام): ( بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وَجُودُكَ مُبَـاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وَإغاثَتُكَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغِيْثِينَ، لاَ يَخِيبُ مِنْـكَ الامِلُونَ، وَلاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَلا يَشْقَى بِنَقْمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ)(2).

 

# وبودي هنا التطرق إلى حديثٍ كريمٍ، عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) جاء فيه: ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا)(3). حيث يدلُّ على وجود رحمات ربّانية مستمرة، في أيام دهر الإنسان. ولعلّ من أهمها أيام شهر رمضان الكريم، الذي نحن فيه

 

# صحيحٌ إننا مقبلون على الفرص الأخيرة، من هذه النفحة الإلهية الكريمة، ونحن في أواخر هذا الشعر الفضيل. إلا أن عظيم الرجاء بالله تعالى، يُحفّزنا ويُطمعنا، بأن نتوسل بالله، ونتعرض لنفحاته وعظيم جوده.

 

# على المؤمن أن يطمئن، بأنه تعالى عينُ الكرم والجود، ومحضُ البذل والرحمة. ومن كان كذلك، فاطمعوا فيه، وارجوه، ولا تيأسوا من جوائزه وهباته. قال (صلى الله عليه وآله): ( والذي نفسي بيده ان الله تعالى ارحم بعبده من الوالدة المشفقة بولدها)(4).

 

# ولشفقته تعالى بنا، دائما ما نراه يتلطف بنا، من خلال فتح أبواب رحمته أمامنا. عن الإمام عليٍّ (عليه السلام)، قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ موسى بن عمران لمّا ناجى ربّه قال: يا ربّ أبعيدٌ أنت منّي فأناديك، أم قريب فأناجيك؟ فأوحى الله جلَّ جلاله إليه: أنا جليس من ذكرني)(5).

 

# أيُّها الأحبة، علينا جميعا التوسل بالله، وطلب رحمته، والإلحاح عليه بالدعاء، بأن يوفقنا لنيل رضاه، وأن ييسّر لنا طُرقَ التعرّض لنفحاته وألطافه؛ فإنه تعالى كريمٌ جدا، ولا بخلَ في ساحته أبداً، وبيده مجاري الأمور وتقاديرها، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. 

 

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة التاسعة والعشرون من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- الزمر: 53.

2- الصحيفة السجادية، من دُعائِهِ عليه السلام في يوم الفِطر.

3- ميزان الحكمة ج2 ص 1051.

4- روضة الواعظين ص503.

5-التوحيد للصدوق ص182.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار