في اطار المشروع الجديد لمركز الامام الصادق (عليه السلام) (مشروع الطباعة المشتركة) بتسهيل طباعة كتب الباحثين عبر الجهد المشترك بين المركز والباحث صدر حديثا بفضل الله كتاب الدكتور صباح محمد: (مباحث في بلاغة القران)

والكتاب محاولة في اثبات ان بلاغة القران تعد من ابواب الدراسة التي تتصدر مجال الدراسات البلاغية وذلك ايمانا من الباحثين بان النص القرآني يمثل الذروة في البيان وايصال المعنى المطلوب فضلا عن معاني تتجدد حسبما يحتاجه المقام من معنى .

وفي هذا الكتاب الذي يضم ثلاث مباحث في بلاغة النص القراني  الذي يمكن ان نجمل محتواها بالاتي :

المبحث الاول في بلاغة الاضراب في القران حيث وجدت انه تتعدد المعاني التي يؤسمها اسلوب الاضراب من خلال النص القراني ، والتي تبعث في نفس السامع اثراً ، يجعله في حالة انجذاب نحو النص ، لأنه يحاول ان يجعل السامع يعيش في جو من التجاذب بين المعاني ليختار ما يناسب المقام حيث يبدي معنى معين ثم يضرب عنه اما مبطلا له ابطالا تاما وبذلك يجعل المتلقي يعيش صورتين ومشهدين احدهما هو يكون في الضد من الاخر وقد  يكون الاضراب منبئ عن حالة انتقال في المعنى الى معنى جديد هو المعنى المطلوب ولكن الحالة هنا تغاير الابطال الى انتقال من صورة الى اخرى وهنا يعطي احتمالية ارادة المعنيين الاول والمعنى الثاني الذي انقل اليه من خلال الاضراب  وقد يدلل الاضراب في بعض دلالته عن جملة محذوفة اراد ان يكشفها النص من خلال هذا الاسلوب لان وقعه في النفس يكون اكثر تأثيرا من غيره من الاساليب

اما المبحث الثاني والذي يخص بلاغة تعاور حروف الجر في القران فالألفاظ والمفردات تتعاور فيحل بعضها محل بعض ، وفي ذلك يكون لمعنى الالفاظ المتعاورة صورة بلاغية جميلة ، وقد حفل القران الكريم بنماذج من صور التعاور في الالفاظ واشار لها جملة من علمائنا المعصرين في كثير من دراساتهم القرآنية ، وتعاور الحروف هو صورة من التعاور الوارد في القران ، والتعاور بكل صوره يوفر لنا صورا متعددة للفظ الواحد فيأتي حرف الجر وهو يحمل بين طياته معنى اخر يستعيره ليكون له صورتين صورته اللفظية التي جاء بها وصورته المعنى التي ارادها النص التي تتضح من خلال سياق النص وبذلك يتسع افق النص وفي ذلك صورة من صور اعجاز النص القرآني .

اما المبحث الثالث فيستمل صورة من صور التناسق الفني في لوحة رسمها النص القرآني بجمال تعبيره ، فقد سعت الدراسات الحديثة إلى استقصاء البحث في بيان اثر السياق في دلالة النص وقد شغل هذا الموضوع حيزا كبيرا من الدراسات القرآنية إذ إن القران يمثل بما فيه من أساليب وصور وسياقات أنموذج يمكن أن يكون مادة دراسية يستفاد منها الباحث كذلك تسير بالدرس الدلالي نحو الأمام قاطعة شوطا كبيرا يصعب قطعه في غيرها من النصوص لذا اخترت سورة المعارج التي لم أجد من بحث فيها في هذا المجال وقد دارت هذه الدراسة بين الوجوه البلاغية في آيات سورة المعارج و التناسق الفني بين الآيات ومناسبات السورة اذ ثمة تناسق بين التراكيب والمعنى المراد وتناسق بين المفردة والصورة العامة للنص التي بامتزاجها رسمت لنا صورة فنية مترامية المعاني تبث الروح فيه لتعطيه بعدا زمنيا يكون فيه النص صالح لكل زمان وقد وجدت ان للدلالات السياقية أثرها على المعنى بين بداية الآية والفاصلة التي تعد من روائع الصور التي جاء بها النص القرآني فالتناسق قائم بين معنى النص ودلالة الفاصلة في نهاية كل مقطع عندها تكتمل اللوحة القرآنية التي اراد النص يبينها لأجيال مضت ولنا وللأجيال القادمة