المقالات والبحوث

الغدير بين أَكمَال الَدينَ وَأَتمَام النِعمة

الغدير بين أَكمَال الَدينَ وَأَتمَام النِعمة
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم الشيخ عماد مجوت

 

الألفاظ القرآني عين صافية ، ومرآة حاكية ، ترتسم بها الحقيقة التي تكتنه السعادة وترسم ملامحها ، فهي صورة لجمال المعاني وما تنطوي عليه من حقائق ، ومن ذاق لذة جمال الألفاظ، وجد جاذبية المعاني ، وهذا ما رسمته مفردات قوله تعالى: ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا ﴾

[المائدة: ٣] . حيث كان الرضوان مع أكمال الدين وتمام النعمة.

وحيث كان الدين براءة الفطرة وقدسيتها : ﴿فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنيفًا فِطرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبديلَ لِخَلقِ اللَّهِ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾[الروم: ٣٠]. كان الغدير كمالها وأستوائها : ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم ﴾[المائدة: ٣]. ومن دونه ترك للفطرة وأبتعاد عنها :﴿يا أَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الكافِرينَ﴾[المائدة: ٦٧].

وحيث كانت النعمة تستوجب الشكر :﴿أَلَم تَرَوا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتابٍ مُنيرٍ﴾[لقمان: ٢٠]. كان الغدير تمامها وشكرها: ﴿وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾[المائدة: ٣]،ومع تركه كفر بها وبوار: ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ بَدَّلوا نِعمَتَ اللَّهِ كُفرًا وَأَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ﴾[إبراهيم: ٢٨]. فكان الغدير و كان معه تمام الدين وتمام النعمة .

ولما كان الغدير أمير المؤمنين عليه السلام كان به رضوان الدين : ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا ﴾[المائدة: ٣].

وبه يروى العطشان، ويجد لذة الحقيقة لو أستقام: ﴿وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾[الجن: ١٦]. 

فمن شرب من الغدير أرتوى بحب الأمير، فكان له سراجا منيرا، كما يقول عليه السلام :"إِنَّمَا مَثَلِي بَيْنَكُمْ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي الظُّلْمَةِ يَسْتَضِي‏ءُ بِهِ مَنْ وَلَجَهَا فَاسْمَعُوا أَيُّهَا النَّاسُ وَعُوا وَأَحْضِرُوا آذَانَ قُلُوبِكُمْ تَفْهَمُوا ". نهج البلاغة. 

ومن أقتدى به عليه السلام أهتدى : " أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُومٍ إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ.

أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ .

أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ" نهج البلاغة . 

فإذا تولاه كان في خير البرية مسعاه ، فعن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل عليّ فقال النبي (صلى الله عليه و"آله" وسلم): (والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ) فكان أصحاب النبي (صلى الله عليه "وآله" وسلم) إذا أقبل عليّ قالوا جاء خير البرية " . (الدر المنثور ج6ص379 ) .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار