بسم الله الرحمن الرحيم 

* منارات مهدوية الشيخ عباس الناصري 

كيف نتعرف على إمام الزمان

يبحث الكثير من المؤمنين عن الإمام الحجة عج ويتلهفون إلى رؤية طلعته المهيبة الكريمة، من دون أن يكونوا على معرفة كافية بحقيقته ومكانته الوجودية.  

هؤلاء تنقصهم المعرفة؛ لأنهم غافلون عن بديهة علمية واضحة، مفادها أن الذي يبحث عن شيء لابد وأن يكون أولا عارفا به، إما بالمعرفة التامة الكاملة، أو الجزئية النسبية؛ لئلا يكون ممن يطلب ما لا يَعرف.

وهنا يأتي السؤال الابتلائي: كيف أعرف إمام زماني؟

والجواب: أن هناك عدة طرق لمعرفته (عليه السلام)، إلا أن جميعها يرجع إلى المعرفة بالله تعالى. ( اللهمّ عرّفني حجتَك، فإنك إن لم تعرّفني حجتَك ظللتُ عن دِيني).

ولا نقصد بالمعرفة بالله تعالى أن يُوحى للإنسان أو أن يُنبأ، بل أن يستدل المؤمن على شخصية إمامه، من خلال ما وصفه به الله تعالى، سواء من خلال ما ورد في القرآن الكريم في وصف حججه تعالى الوجودية، او من خلال ما ورد على لسان نبيّه الأمين وأهل بيته المعصومين ( صلى الله عليه وعليهم أجمعين) في وصف الإمام كشخصية كتب الله تعالى لها أن تكون خاتمة الأوصياء.

ولا يخفى هنا دور العلماء العارفين بالله تعالى، في أن يكونوا أدلّاء ومعرّفين، يرشدون الناس ويجددون لهم ما يراد له أن يُمحى من ذكرٍ دائم لتلك الحقيقة الإلهية.

روي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال: "لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل".

اللهمّ إنا نتوسل بك إليك أن تعرفنا حقيقة مولانا الحجة؛ لنستنير بنورها الأبهج. اللهم أعنّا على تأدية حقوقه البالغة علينا إليه...بمنّك وجودك، يا أرحم الراحمين.