المقالات والبحوث

الحسين عليه السلام ومخاطبة الوجدان

الحسين عليه السلام ومخاطبة الوجدان
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم الشيخ عماد مجوت

 

ولما كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة الوجدان و إنتفاضة الروح المستلبة ، كانت أدواتها أدوات الوجدان والفطرة ، فحركت مشاعر الناس بتحريك ضمائرهم ووجدانهم من خلال اللغة التي تحدثت بها ، والتي منها لغة تقرير العقلاء

 المتمثلة في أسلوب المسائلة الوجدانية التي تتمحض في أستخرج الإجابة مما هو مركوز في نفس الإنسان وفطرته، وهي ثقافة قرآنية خطاب بها تعالى الإنسان مسائلا حقيقته التي لا يتنكر لما تقرره في مكنونها ، كما قوله تعالى: ﴿هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ﴾[الرحمن: ٦٠]. الذي هو تقرير لقضية يعتبرها العقلاء وجدانية أخلاقية قد تصل إلى حد الإلتزام بها، ولذلك قال تعالى بعدها : ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾[الرحمن: ٦١].

 

 والإمام عليه السلام، الذي هو عدل القرآن الكريم، وشريكه، تابع نفس المنهج، في محاكاة وجدان الناس وتقريرهم لنبذ الباطل ، فقال عليه السلام في واحدة من مفردات تحريك الوجدان:  ألا تَرَوْنَ أنَّ الحَقَّ لا يُعْمَلُ بِه، وَأنَّ الباطِلَ لا يُتناهى عَنهَ، لِيَرْغَبْ المُؤْمِنُ في لِقاءِ اللهِ مُحِقّاً فَإنِّي لا أرَى الْمَوتَ إلاّ سَعادَةً، وَلاَ الحَياةَ مَعَ الظَّالِمينَ إلاّ بَرَماً).فالإجابة لا تحتاج إلى مقدمات محرزة لاستنتاج النتيجة، ولا إلى فلسفة خاصة توجب ذلك ؛ بل هي بديهية قد تخفى نتيجة عدم الإلتفات الذي يأتي من أنشغال الإنسان بنفسه أو أشغاله عن نفسه كما يفعله الظالمون، فهنا يأتي دور المصلح ليحرك الواقع الركد، ويذيب جليد التطبع مع واقع الغياب والتغيب ، فأصبح الإمام عليه السلام مقترنا بكل ما يحرك وجدان الإنسان لأنه خاطب فطرتهم باللغة التي تفهمها فأصبح الإنجذاب له عليه السلام لا شعوريا، وقد جسد ذلك بقوله (عليه السلام): "اللهمّ إنّك تعلم إنّه لم يكن الذي كان منّا منافسةً في سلطان ولا التماساً لفضول الحطام، ولكنّ لنردّ المعالم من دينك، ونُظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويُعمل بفرائضك وسنّتك وأحكامك".

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار