المقالات والبحوث

منارات مهدوية ... الحلقة الثانية : المهديُّ عج والمشكّكون

منارات مهدوية ... الحلقة الثانية : المهديُّ عج والمشكّكون
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

بسم الله الرحمن الرحيم 

أكثر من ألف سنة مضت على وجود الإمام المهدي (عليه السلام) مع كل ما رافق هذا الوجود، من أحداث تاريخية متنوعة، أحداث كثيرة لا تقبل الإنكار بحسب العادة، ابتداء من ولادته المتواترة المؤكَّدة، إلى زماننا هذا - وهو زمان الغيبة الكبرى - وما ورد فيها من أخبار وروايات، تتحدث عن وقائع وشروط واختبارات تمحيصيّة، مروروا بأحداث كثيرة نقلها جملة من الثقاة حصلت بين هاتين الفترتين، لسنا الآن بصدد التعرّض إليها.

 

على الرغم من ذلك كله، فإن هناك من يتعرّض إلى هذه القضية المصيرية بالتشكيك والإنكار، تارة إلى أصل وجوده (عليه السلام)، وأخرى إلى تفاصيل هذا الوجود المبارك وحيثياته، مع الإيمان بأصل وجوده الشريف.

 

بل تعدى الأمر كل ذلك، حين بدأ البعض ممن يحسبون على العلم والثقافة، بالتنظير إلى فكرة مفادها إنكار أصل الحاجة إلى وجود منقذٍ بشريٍّ، ينتسب إلى الله تعالى في حركته الإصلاحية، ويعتمد في قضيته على أُسسٍ تنبأ الوحيُّ بها قبل أكثر من ألفٍ واربعمائة عام.

 

وهنا يَكمن دور العلماء العارفين بالله تعالى وبحكمته المتعالية، التي أبَت إلا أن يكون آخرُ مطافات الحركة الرسالية، التي ابتدأها الأنبياء والمرسلون (عليهم السلام)، حركةً يقودها رجلٌ إلهيٌّ من نسل خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم).

 

روي عن الإمام علي النقي (ع) أنّه قال: "لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل".

 

بل نستطيع القول هنا وبلا تردد، بأننا أمام هذا التحدي وهذه التشكيكات، نحتاج إلى كلّ مورد بشريٍّ، ينتمي إلى هذه القضية المقدّسة، ممن يملك المعرفة الحقيقية بها، والفكر المتنوّر الأصيل المتصل بجذورها النبوّيّة، ويتمتع بالأسلوب الدَّعويَّ اللائق بقيمتها وشرفيتها؛ ليكون عنصراً طاهرا مخلصا في صفوف المدافعين عنها.

 

اللهمّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها القالي، ويلحق بها التالي، وقوفا على طاعته، وثبتنا على مشايعته وامنن علينا بمتابعته، واجعلنا في حزبه القوامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقويّة سلطانه.

 

اللهمّ واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة، حتى لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك، وحتى تحلنا محله، وتجعلنا في الجنة معه، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة واجعلنا ممن تنتصر به لدينك، وتعز به نصر وليك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، وهو علينا عسير.

 

 

الجمعة/ الثامن من محرم الحرام ١٤٤٢ هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار