المقالات والبحوث

الشيخ الصفار يدعو المؤسسة الدينية للاستجابة إلى تحديات الشباب الفكرية

الشيخ الصفار يدعو المؤسسة الدينية للاستجابة إلى تحديات الشباب الفكرية
المصدر: الشيخ الصفار يدعو المؤسسة الدينية للاستجابة إلى تح

 

 

طالب الشيخ حسن الصفار، مساء أمس السبت، المؤسسة الدينية الاستجابة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الشباب المسلم في عصرنا الراهن على المستوى الفكري والالتزام الأخلاقي.

 

وقال في محاضرته العاشورائية الأخيرة وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “شبابنا باتوا بمواجهة جملة من التحديات، منها الفكرية المتمثلة في شبهات الإلحاد الجديد والأخلاقية التي تروج للإباحية والمثلية والعلاقات المنفلتة بين الجنسين إضافة لمافيات المخدرات وتوجهات التطرف الديني”، مضيفاً، “علينا كمجتمع أن نعي هذه الأخطار ونسعى لتحصين شبابنا منها”.

وتابع القول إن “مواسمنا الدينية هي أفضل فرصة للتعبئة الايمانية والأخلاقية واستنهاض الهمم لحماية مستقبل أبنائنا وشبابنا وهذا ما يدعونا لليقظة والوعي والعمل المكثف من أجل حماية أجيالنا القادمة”.

وعلى المستوى الفكري قال الشيخ الصفار: إن “الشباب المسلم باتت لديه تساؤلات عقائدية وفكرية جدية ولا بُدّ من توفر الإجابة عليها”، مبيناً أنه “لا فرق بين ما إذا كانت هذه التساؤلات نابعة منهم أم تأثرًا بغيرهم”.

ودعا سماحته إلى “فتح المجال أمام تعدد الآراء وإن كانت غير مشهورة في الساحة الدينية والفكرية حتى لا نترك شبابنا فريسة للشكوك والشبهات“.

 

ورفض الشيخ الصفار ممارسة الإرهاب الفكري في وجه الفكر الديني التجديدي تحت ذريعة مخالفة المشهور، سيّما مع التزامه بالضوابط الشرعية. 

 

وحثّ في هذا الصدد على “تكثيف حركة الوعي والثقافة في أوساط أبنائنا وبناتنا، بنشر الكتب الورقية والإلكترونية والمقالات وإقامة الدروس الفكرية ضمن علم الكلام الجديد”.

 

وقال الشيخ الصفار إن “الباب بات مفتوحًا على مصراعيه لدخول المرأة الحياة العامة إلى جنب أخيها الرجل، ولم يعد هناك مجال للفصل بين الجنسين”، مشددًا على “أهمية رعاية العفة والتزام الحشمة”.

 

وأوضح أن “هذه المسألة لا ترتبط بقضية الالتزام الديني وحسب وإنما تمس الأمن والاستقرار الاجتماعي والأخلاقي”.

 

ونوّه إلى أن “الفصل بين الجنسين ليس أمرًا ثابتًا في التشريع الإسلامي فقد كانت النساء يحضرن صلاة الجماعة مع الرجال خلف رسول الله دونما حاجب بين الجنسين”.

 

وأضاف أن “النساء كن يذهبن مع المسلمين في غزواتهم ويبعن في الأسواق، بل لازلن يؤدين جميع مناسك الحج كتفًا لكتف مع الرجال”.

 

وذكر من ناحية شرعية بأن “المشاركة بين الرجال والنساء ليست ممنوعة من حيث الأصل، فقد أوجب الشرع في هذا السبيل أحكامًا في الستر والنظر والتزام العفة والاحتشام“.

 

وتابع، “متى ما تم الالتزام بجميع تلك الأمور فلا مانع من مشاركة المرأة الرجال في مختلف المجالات والميادين فقد منحها الله طاقات وقدرات وهي مطالبة بإعمار الأرض والمشاركة في الشأن العام كالرجل تمامًا“.

 

إلى ذلك حذر الشيخ الصفار من الانفلات العاطفي الجنسي معتبراً ذلك تهديداً للأمن الاجتماعي ”والضحية الأكبر هي المرأة“.

 

وأوضح أن “هذا ما باتت تعيشه وتعاني منه المجتمعات الغربية التي شجعت ثقافة الابتذال الجنسي فكانت النتيجة الطبيعية تصاعد حالات العنف ضد المرأة والتحرش والاغتصاب بأرقام مخيفة ومفزعة”.

 

ومضى يقول إن “الدرس الذي يجب أن نأخذه من واقع المجتمعات الغربية هو تحصين مجتمعاتنا من الانزلاق الى حالة الابتزاز الأخلاقي”.

 

وأعرب سماحته عن “ثقته من رسوخ حالة التدين في مجتمعنا، وخاصة ببركات هذه المواسم العظيمة كموسم عاشوراء، والذي هو في الحقيقة محطة تعبئة روحية قيمية”.

 

واستدل على ذلك “بالتفاعل المنقطع النظير مع المناسبة من قبل الناس الذين لم تثنيهم تهديدات الإرهاب في السنوات الماضية كما لم تمنعهم ظروف جائحة كورونا من إحياء المناسبة هذا العام بل زادتهم تحديًا مع مراعاة الإجراءات الاحترازية”.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار