المقالات والبحوث

في ذكرى تغييب الامام الصدر

في ذكرى تغييب الامام الصدر
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

الشعوب والأمم لا تنهض مفاجئة بل هناك مقدمات وتراكمات تصل إلى لحظة تتجلى فيها حالة النهوض، ولبنان كنموذج مرّ بتجارب تراكمية بدأت بالشهيدين الأول والثاني مرورا بالسيد الأمين والسيد شرف الدين إلى أن وصل الدور للإمام الصدر، والذي لم يصبح طليعيا بين عشية وضحاها، بل كان لفكر النهوض علاقة معه منذ أيام الشباب حين كان ضمن طليعة التغيير والنهضة في قم المقدسة.

 

فالامام الصدر لم يكتف بتشخيص المشكلة والحديث عن الخطر الثقافي الموجه للأمة، بل عمل على التغيير والإصلاح وساهم في تأسيس المؤسسات للعمل النهضوي. وكان اللافت للإنتباه في حياة الإمام الصدر العلميّة أنه لم يكتف بما تلقى وبنجاح بارز من الدروس الدينية الحوزوية، بل قرر اللحاق بركب العلوم الأكاديمية، حيث التحق بكلية الحقوق في جامعة طهران عام 1950م، فكانت عمامته أول عمامة تدخل الحرم الجامعي، وقد نال شهادة البكالوريوس عام 1953م.

 

لقد تميز الامام الصدر بالكثير من المزايا منها (الأفق الثقافي الواسع) : فالهيكل العظمي في معارف العالم هي الفقه والأصول وهذه لا تكفي لفهم العالم والمجتمع، لذا على العالم أن يطلع على العلوم المعاصرة والمسائل السياسية والوضع السياسي، لم يكتف الإمام الصدر بالعلوم الحوزوية بل انفتح على العلوم الأخرى لتساعده على القيام بدوره، حيث عمل له برنامجا تابع من خلاله الصحافة الصادرة في لبنان وقرأ الكتب الجديدة التي تصدر هناك لجميع التيارات والاتجاهات، وقد كون هذا البرنامج قاعدة معلومات كبيرة اعتمد عليها الإمام الصدر في حياته العملية.

 

بالاضافة الى (الانفتاح على الجهات المختلفة)، حيث كان سماحة الإمام الصدر يبحث عن الثغرات وأماكن الفراغ فيتوجه لها، ومن تلك الفراغات علاقات الشيعة في لبنان بمحيطهم، فحاول أن يبني جسور اللقاء بينهم وبين المسيحيين الذين كانوا مهيمنين على الساحة، وكذا الأحزاب السياسية والمسلمون السنة غيرهم.

 

لقد سعى الإمام الصدر إلى إقامة العلاقات مع المجاميع السياسية والمذهبية المسيحية والإسلامية، وتوسعت هذه العلاقات يوما بعد آخر.

وخلال فترة وجوده أقام روابط تعارف مع العلماء والشخصيات، حتى كان له مع أغلبهم صداقات متينة.

 

وقد أعلن ذلك في كلمة القاها بعد تأسيس المجلس الشيعي الاسلامي الأعلى، أكد فيها على نقطتين: عدم التفريق بين المسلمين، والتعاون مع الطوائف اللبنانية كافة.

 

الشيخ حسن الصفار

" تجربة في البناء والتغيير، الإمام الصدر نموذجاً "

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار