المقالات والبحوث

منارات مهدوية ... كيف نكون في خدمة إمامنا المهديّ عج؟

منارات مهدوية ... كيف نكون في خدمة إمامنا المهديّ عج؟
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

بسم الله الرحمن الرحيم 

* منارات مهدوية 

كيف نكون في خدمة إمامنا المهديّ عج؟

من المأثورات الدينية عن السلف الصالح، أن يكون المؤمن في خدمة إمام زمانه، والعمل على تيسير أموره وقضاء حوائجه، اعتقادا بكون ذلك من أفضل القربات إلى الله عز وجل.

 

وكلما كان المؤمن قريبا من إمامه موجودا إلى جنبه، كلما كانت فرصة خدمته أوفر، بخلاف حالات انقطاعه او ابتعاده عنه؛ لأنه قد يتحيّر أو يتردد في معرفة ما يقرّبه منه ويرضيه عنه.

 

ومن هنا ينفتح هذا السؤال في زمان انقطاع المؤمنين عن إمام زمانهم (عليه السلام)، وهو: كيف نكون في خدمة إمامنا المهديّ عج؟

ويتأكد هذا السؤال ويكون مُلِحّاً حينما نسمع إمامنا الصادق (عليه السلام) وهو يتشوق لرؤية ولده المهدي: "... لو أدركته لخدمته أيام حياتي"

 

وفي مقام الإجابة عن هذا التساؤل نقول: إننا نعتقد أن أفضل موارد خدمته (عليه السلام) في حال غيبته وانقطاع المؤمنين عنه عج، إنما تكون بالدعوة إلى قضيته المباركة، وتعريف الناس بمقامه ومكانته عند الله تعالى، حيث أعدّه وادّخره إلى اليوم العالمي الموعود، خصوصا ونحن نعيش أصعب ظروف الغيبة الكبرى، حيث إرهاصات التشكيك بكل ثوابت العقدية والشريعة.

 

ولذا فإننا دائما ما نكرر حديث رسولنا وحبيبنا المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) وهو يقول: " أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى".

 

كما أن الكون في خدمة الامام عج، من خلال الاهتمام بقضيته المباركة، يؤكد ثباتنا ومرابطتنا على الحق الذي لا يخلو منه زمان، فنستحق بذلك ما ورد عن إمامنا الباقر (عليه السلام) حيث يقول: " يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم. طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جلَّ جلاله فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدّقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي حقاً منكم أتقبّل وعنكم أعفو ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي".

 

أيّها الأحبّة: إن خدمة قضيتنا المهدويّة المباركة، والدعوة إليها بالفكر الواعي والأساليب المعرفية الهادئة، مع تلبّسنا بالسلوك الايمانيّ المستقيم، يعكس لا محالة مدى اهتمامنا في الكون بخدمته ونيل رضا إمام زماننا عج، ويخرج الطلب من الإدّعاء إلى الحقيقة. 

 

اللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الإسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ.

 

عباس الناصري 

٢٢ محرم الحرام ١٤٤٢ هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار