المقالات والبحوث

إمام المتهجدين ... الحلقة الأولى

إمام المتهجدين ... الحلقة الأولى
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عمار الشتيلي

 هناك عدة مناهج لدراسة سيرة ومسيرة اهل البيت عليهم السلام، ويسجل لكل منهج منها  إيجابياته وفوائده المتعددة، كما يسجل عليه  بعض الملحوظات والإشارات ومنها :

 

 أولاً  : القراءة التجزيئية او المنهج التجزيئي :

في هذا المنهج تدرس حياة كل معصوم على جانب، مرورا بتفاصيل مسيرته ونشاطه وعطائه وجهاده وتراثه.

مما يلحظ على هذا المنهج  :

الذي يقرأ سيرة ومسيرة المعصوم ع في دائرة هذا المنهج  يتصور ان هناك تناقضا  في مواقف الأئمةع، واختلافا في آليات عملهم، وتفاوتا في اهدافهم، فعلى سبيل المثال :

الامام الحسن ع يهادن معاوية، والامام الحسين ع يتخذ موقفاً من الحكم الأموي،  والامام السجاد ع يمارس الدعاء ليس إلاّ، والامام الباقر ع حياته  اتسمت بالحديث والفقه  فقط.

وهنا لن يكتشف العامل المشترك الذي يوحد اساليب الأئمة ع وجهودهم منبعاً ومصباً.

ومع ذلك توجد فوائد تسجل لهذا المنهج، منها  :

ان هذا المنهج من الدراسة يحقق لنا دراسة شاملة كاملة ملائمة  تستوعب اوسع  مدى من حياة كل معصوم.

ويمكن بعد ذلك  الانتقال إلى منهج آخر وهو منهج  دراسة حياة الائمة ع ككل، وكوحدة مترابطة الاجزاء يواصل كل جزءٍ في تلك الوحدة دور الجزء الاخر ويكمله، ومنه تستخلص الادوار المشتركة بينهم عليهم السلام.

 

 ثانياً   : القراءة الشمولية او المنهج الشمولي : 

وهو دراسة حياة الأئمة ع وَمسيرتهم كوحدة واحدة مترابطة ومنها يمكن اكتشاف المهام العامة والاهداف المشتركة. 

 من مميزات هذا المنهج  :

 ١.  من خلاله يمكن ان نستخلص الدور المشترك للائمة جميعاً وما فيه من ملامحٍ واهداف .

٢. عند دراسة حياتهم ككلٍ مشترك سوف تزول الاختلافات والتناقضات  التي توهمها القارئ او الباحث او المتتبع بين افعالهم وأقوالهم في دائرة قراءته الأولى. .

٣.  على اساس هذه القراءة ستكون النتائج أكبر وأوسع  مما نخرج به في القراءة التجزيئية.

٤.  سنلحظ التخطيط المترابط الذي يكمل بعضه بعضاً كحلقاتٍ متواصلة نحو هدفٍ واحد وهو الاسلام وان اختلفت الآليات والقنوات والطرق. 

٥. من خلال القراءة الشمولية يمكن  استخلاص الخطوط العامة لسيرتهم، واسباب اختلافها الظاهري.

وبالتالي استنتاج قواعد للحركة الاسلامية العامة، ومنها  :

 

 الثابت :  اي غير القابل للتبدل  والتخلي عنه في اي ظرف، وهذا ما يطلق عليه في السياسة ( الاستراتيجيات).

و المتغير : الذي فيه قابلية التغيير والتبدل والمرونة  من ظرفٍ لظرف، ومن زمانٍ إلى زمان، ومن مكان لآخر، وهذا ما  يسمى ( التكتيكات).

 

ونحن في أسبوع الإمام زين العابدين ع، وبعد هذه المقدمة، نحاول أن نختار منهجا ونسير عليه بجهدنا المتواضع في رحاب سيرة ومسيرة مولانا الإمام علي بن الحسين ع.

 

وللحديث صلة في الحلقة ٢

 

الشيخ عمار الشتيلي

النجف الاشرف

ليلة شهادة الإمام السجاد ١٤٤٢ هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار