أخبار اسلامية

إختبارات ومقاييس للسلامة المعنوية

إختبارات ومقاييس للسلامة المعنوية

✅ إختبارات ومقاييس للسلامة المعنوية ✅

(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف.


مثلما توجد وسائل وطرق لإجراء الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة , عند الشعور ببعض المشاكل الصحية ، أو للتأكد من سلامة أجهزة الإنسان العضوية .
فكذلك توجد فحوصات وإختبارات مناسبة ينبغي أن يجريها الإنسان لنفسه بنفسه ، لتقييم مدى سلامة  محتواه المعنوي في مقابل محتواه المادي ، وهو ما يعبر عنه بالجوانح كالفؤاد والنفس  .
وقد قال الله تعالى : (بَلِ الإنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ  )
مع الإلتفات الى أنه إذا كانت الحمية من الطعام والشراب مهمة لتجنب مشاكلهما وأمراضهما ، فالحمية من الذنوب والآثام ضرورية ، حذراً من الوقوع في العذاب وسخط الله تعالى .
فمن علامات وجود مشكلة أو مشاكل في هذا الجانب المهم من الإنسان :
١- قسوة القلب ، فإنه ورد في المأثور أن القلب القاسي بعيد عن الله ، وأنه ما قست القلوب الا من كثرة الذنوب .
وفي المقابل فإن رقة وشفقة الفؤاد ، ورحمة القلب على العباد  والتعاطف مع همومهم ومشاكلهم ، دليل سلامة وصحة من هذه الناحية .
٢- موت الضمير ، فإنه مشكلة وعلامة مرض معنوي في القلب ، ومهما إعتذر الإنسان لنفسه عن أخطائه ، ينبغي ان يبقى فيك  شيء من الإحساس بوخز الضمير ، وإلا فالمشكلة الكبرى أن  يموت الضمير او يكون منافقا غير ناصح .
٣- فقدان الإحساس بالأمور المعنوية المرتبطة بالقيم الأخلاقية والعلاقة مع الخالق تعالى ، فإن الإنسان اذا لم يستشعر ذلك ويحس به ولو بدرجات بسيطة أو في بعض الأوقات ، فهذا يعني أن فؤاده في خطر ، وان كان سليماً من الناحية العضوية ..
وقد قال الله تعالى : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج-٤٦
٤- محبة القلب لفعل السيئات ومعاصي الله تعالى ، يعتبر منقصة و علامة مرض بمقياس الإيمان وحب الله تعالى ، في حين أن محبة القلب لفعل الصالحات وطاعات الله تعالى تعتبر كمال وعلامة سلامة وصحة من هذه الناحية .
وفي الدعاء ( اللهم إرزقنا السلامة من كل إثم ) .
رب لا تخزني يوم يبعثون ، يوم لاينفع مال ولابنون ، الا من أتى الله بقلب سليم .
٥- عدم السيطرة على ردود أفعال النفس  وانفعالاتها ، في الحالات الإستثنائية ، كحالات الغضب أو الرغبة أو المرح او نحو ذلك مما يفقد أغلب الناس أنفسهم فيه ..
فهذه مشكلة و منقصة ينبغي علاجها والتخلص منها .
فإن الله تعالى يقول : ( إن النفس لأماّرة بالسوء ، الا ما رحم ربي ) ..
ورحمة الله قريب من المحسنين ، الذين يحسنون الى أنفسهم بتهذيبها ومنعها وردعها عن السيئات والآثام .
٦- عدم مراقبة الإنسان لله تعالى في حياته وفي تصرفاته ، بحيث يتهاون أو لا يهتم ولا يبالي ، بحقيقة ان الله تعالى يراه ويطلع عليه أينما كان ومهما فعل .. فهذه علامة مرض معنوي وسوء حال يضر الإنسان بالنتيجة .
والصحيح السليم أن يحاول الإنسان قدر إمكانه ان يتأكد من مشروعية وعدم حرمة تصرفاته وأفعاله وعلاقاته ، قبل ان يباشرها ، فإن الله تعالى يقول : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ) سورة النازعات (٤٠-٤١)
٧-  عدم محاسبة الإنسان نفسه اذا أخطأت ، وعدم  تقويمها وتصحيح مسارها اذا إنحرفت عن الطريق السليم الذي يريده الله تعالى لعباده .
فإن هذه علامة خطر ، لأن الميل ينحرف بصاحبه شيئاً فشيئاً حتى قد يذهب به بعيداً ، الى حيث يصعب عليه الرجوع ، أو يتيه به الإعوجاج .
وقد قال الله تعالى : ( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ ) القيامة (١٤-١٥)
فلا نقصر في حماية أنفسنا ، ولا نتهاون في سلامة قلوبنا ، فإنها أمانة في أعناقنا ، يفترض أن نردها الى خالقها عزوجل سالمة تامة ..
فإن الله تعالى يقول :
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي ) الفجر (٢٧-٣٠)
نسأل الله تعالى العافية والصحة والسلامة للـجميع .

 

----------------------------------------------------------
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
© Alhawza News Agency 2017

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار