المقالات والبحوث

الدين وثقافة الإنصاف

الدين وثقافة الإنصاف
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

الشيخ عماد مجوت

 

الضبط النفسي، ومرونة التعامل، وانتقاء المفردات صريحة أو ايحاء شيمة النفوس الكبيرة التي لا تهتم كثيرا بالجزئيات.  

والقرآن الكريم أكد كثيرا على مسألة الإنصاف، كما في قوله تعالى:﴿وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ أَن صَدّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ أَن تَعتَدوا وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ﴾[المائدة: ٢] . 

بل جعلها إلى التقوى أقرب كما في قوله تعالى :﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسطِ وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلّا تَعدِلُوا اعدِلوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾[المائدة: ٨] . فالإنصاف ثقافة القرآن وأهل التقوى ، ومجانبته قد تكون غفلة عنه، أو تشبعا بالخلاف، أو تبعية لموقف سياسي، أو لتبني فكرة ما .

قد يشكل حادث محركا نفسيا تجاه الشعور بالانتصار النفسي أو عكسه مما يجعل الإنسان في دائرة الإمتحان التي تظهر مدى المساحة التي تشغلها فكرة الإنصاف في ثقافته وتكرسها أفعاله في سلوكه العملي. 

#والقرآن الكريم يطوع جمال الكلمات لرسم عظيم المواقف في إمتحان الإنصاف ففي الوقت الذي يقول فيه إنه لا توجد أمة أكثر جدلا وشقاقا وامعانا في المخالفة من بني إسرائيل: ﴿أَفَكُلَّما جاءَكُم رَسولٌ بِما لا تَهوى أَنفُسُكُمُ استَكبَرتُم فَفَريقًا كَذَّبتُم وَفَريقًا تَقتُلونَ * وَقالوا قُلوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَقَليلًا ما يُؤمِنونَ﴾[البقرة: ٨٧-٨٨].

 يقول منصفا لأمة منهم بأنهم أمينون مستقيمون: ﴿لَيسوا سَواءً مِن أَهلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتلونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدونَ * يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصّالِحينَ﴾[آل عمران: ١١٣-١١٤].

#فالانصاف للآخرين يكشف مدى الضبط النفسي وعدم الانسياق وراء الأهواء وحسابات الربح والخسارة السياسية، ففي مدرسة الحق والعدل لا يتغير الموقف من الآخرين قولا وسلوكا سواء كان موافقا ام مخالفا. 

#ولا يكون الإنصاف إلا حيث يتجرد الإنسان للحق والتقوى، وإلا فالهوى حاكم والحق لا يغير بالتمني: ﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾[البقرة: ١٢٠].

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار