المقالات والبحوث

"قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا" ... جامعة الزهراء مصداقا

"قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا"    ... جامعة الزهراء مصداقا
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

الشيخ عماد مجوت

 

الأحداث التي تنقط أيام التاريخ بما تحمله من قيم معنوية تساهم في إثراء البناء النفسي والإجتماعي للمسلمين تختلف رمزية باختلاف قيمتها المعنوية وموقعها في كمال الإنسان.

وربما لا يوجد منزلة ورمزية في الإسلام أعلى من طلب العلم وتحصيله كما يشهد له قوله تعالى: { *يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير* }(المجادلة:١١).

ومن حيث الرفعة للإنسان به كان فريضة كما في حديث: " *طلب العلم فريضة على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ* ". ومن هنا كانت قيمة الإنسان حيث الإرتباط بطلب العلم وإلا فهو غثاء كما في خبر جميل عن أبي عبد الله (عليه‌ السلام) قال : سمعته يقول: *يغدو الناس على ثلاثة أصناف: عالم ومتعلّم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلّمون وسائر الناس غثاء* " .

وجميع النصوص المتقدمة مطلقة فهي شاملة للمرأة وكذلك بمقتضى قاعدة الإشتراك بلا شك.

بل في بعضها إطلاق لفظ العالم على المتصدية لخدمة طلاب العلم وتعليمهم كما فيما عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنّه قال:" حضَرَت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : إنّ لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء ، وقد بعثتني إليكِ اسألكِ ، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ، فثنّت [أي سألت سؤالاً ثانياً] فأجابت ، ثم ثلّثت [أي سألت سؤالاً ثالثاً] إلى أن عشّرت [أي سألت عشرة أسئلة] فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أشقّ عليكِ يا ابنة رسول الله.

فقالت عليها السلام : هاتي وسلي عمّا بدا لك... إنّي سمعت أبي يقول : #إنّ علماء أُمّتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباد الله ، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلّة من نور ". فوصف علماء أمتي طبقته عليها السلام على نفسها الشريفة وهي اشرف مصداق للعالمة .

ومن هنا كان الغدو في طلب العلم للمرأة كمالا ما بعده كمال، فكيف بالوقوف على أعتاب درجاته العالية.

إن حضور ثلة كريمة من طالبات جامعة الزهراء المباركة في الأيام القليلة الماضية بحوث الخارج لهي مفخرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا يقل هذا الشرف منزلة عن نيل شهادة عليا في الدراسات الأكاديمية إذا لم يكن أعلى وأشرف بلحاظ موضوع العلم .

 

إن ما نأمله من هذه الثلة المباركة أكبر بكثير من كونه تشرفا في مرحلة درسية لأنهن يمثلن بهذا الحضور سطرا جديداً في تدوين العلم في حاضرة أمير المؤمنين عليه السلام، فكما يمثل سابقة نوعية يمثل رهانا إصلاحيا لإحياء شريعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وسط شريحة كبيرة من المجتمع تمثلها النساء بما تحتاج إليه من رعاية وتفهم ربما لا يوفرها الفقيه الرجل، فضلا عن كونهن قدوة لغيرهن من طالبات العلم مما يضاعف عليهن المسؤولية. .

 

إن هذا اليوم يمثل انعطافة تاريخية في مدينة أمير المؤمنين عليه السلام في مسيرة طلب العلم ينبغي أن يسجل ضمن أيام العلم المباركة" قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا ". فشكر الله تعالى سعيهن وجهادهن فيما تحملنه في طريق طلب العلم وجعلهن أسوة حسنة لغيرهن وأرنا بهن يوما في ركب صاحب دولة العدل الإلهي أرواحنا لمقدمه الفداء.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار