المقالات والبحوث

هل إنتهت الضيافة

هل إنتهت الضيافة
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

????️ بقلم : رويدة الدعمي 

 

مضى شهر رمضان المبارك ( شهر ضيافة الله) فهل إنتهت الضيافة؟ 

قبل الإجابة عن هذا السؤال المهم علينا معرفة ماذا كانت نوع الضيافة؟ 

نحن نعلم أن من يحلّ ضيفًا علينا يجب أن نكرمه بما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب ونهيء له سبل الراحة.. 

أما الله تعالى في شهر ضيافته للعباد حرمهم من الاكل والشرب وأتعبهم بدل الراحة! وقلب ليلهم نهارًا ونهارهم ليلا.. لا تأكلوا نهارًا حتى يحل المساء!! 

فأي ضيافةٍ هذه يا إلهي وكيف بيَّن لنا رسولك الكريم وأهل بيته عليهم السلام بأننا في شهر رمضان لسنا إلا ضيوفًا عند الله! فهل يُعامل الضيف بالحرمان والتعب حتى المساء هكذا؟!! 

هل سمعتم أحبتي بأن الأعمال بخَواتيمها؟ فهل فتحتم معي عيون قلوبكم لتبصر عطايا الله لنا في ختام هذا الشهر الفضيل وما بعده حتى حلول رمضان القادم؟! 

إن ضيافة الله لنا كانت عبارة عن تجويع بما يرافقه من عطش وتعب لأجل أن يعطينا ثمار الضيافة بعد هذا الشهر مباشرة! 

علمونا سابقًا في المدارس وفي عوائلنا الصغيرة بأننا نصوم لنشعر بالفقراء.. 

حسنًا جدًا.. والفقراء عندما يصومون بمن سيشعرون؟! 

هلّا رأيتم معي بأن هناك حكمة أخرى بل وكبيرة من الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل؟! 

في ليالي القدر المباركة وفي آخر ليلة من شهر رمضان يستحب زيارة الحسين عليه السلام.. لماذا الحسين بالذات؟! 

لأنه ذلك الرجل العظيم الذي رأى الابتلاء سعادة وسار إلى الموت برجليه وهو يقول : شاء الله أن يراني قتيلًا وشاء الله أن يراهن سبايا.. 

إنه أخ تلك المرأة الخالدة التي تجيب عدوها حينما سألها بعد واقعة كربلاء مباشرةً : ما ترين صنع الله بكم؟ فتقول : ما رأيت إلا جميلا! 

أراد الله أن نستذكر كل هذا في شهر رمضان المبارك ليعلمنا كيف نصبر على البلاء بل وكيف نراه جميلا؟! 

فكما أن بعد الجوع والعطش والتعب هناك ثواب بالإفطار وراحة بالطاعة وكما أن بعد إحياء ليالي القدر هناك غفران للذنوب فإن بعد كل صبر على ابتلاء هناك ثواب وأجر وراحة وغفران للذنوب.. 

هذه هي ضيافة الله لنا ويجب أن نستشعرها لعام كامل منذ نهاية رمضان الحالي حتى حلول رمضان القادم.

( جاء في كتاب وسائل الشيعة ورواه الصدوق أيضًا عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله :

إذا كان أول يوم من شوال نادى منادٍ : أيها المؤمنون اغدوا إلى جوائزكم، ثم قال: يا جابر جوائز الله ليست بجوائز هؤلاء الملوك، ثم قال: هو يوم الجوائز) .

فالجائزة أن تخرج من رمضان الحالي وقد أصبحت إنسانًا آخر.. أكثر صبرًا وتحملًا وحكمة، أكثر قربًا من الله بترك المعاصي وإداء الطاعات، إنسان يرضى بما كتبه الله له مهما كان فيراه جميلًا لأنه صار يعلم أن بعد كل هذا هناك أجر وغفران وراحة أبدية، فلا تضيع هذه الثمار بالعودة إلى الصفر!! 

العيد الذي يجيء بعد شهر رمضان يجب أن نستغله لشكر الله تعالى على ما أنعم علينا من ضيافته لا أن نقضيه بالعودة إلى المعصية! فما فائدة شهر الله إذًا إن عدنا إلى الصفر وبقت أرواحنا على حالها؟! 

ولنتذكر قول علي بن أبي طالب عليه السلام ( كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد). 

ذاك هو شهر رمضان الذي كنا ننعم فيه بضيافة الله تعالى، وهذا هو العيد الذي نعيش أجواءه اليوم، فلندرك الحكمة من كل هذا ولنحافظ على ما جمعناه من روحية عالية وفيوضاتٍ عظيمة إلى حلول ضيافة الله القادمة بعد عام كامل فنكون مهيئين حينها للارتقاء أكثر والتقرب لله أكثر.. وكل عام وأرواحكم النقية بخير

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار