المقالات والبحوث
الحوزة العلمية امتداد لمدرسة الامام جعفر الصادق (ع) العلمية :
بقلم: السيد فاضل الموسوي الجابري
بسمه تعالى
لقد أسس الامامين الباقر والصادق(ع) اعظم واكبر مدرسة علمية في جميع مجالات العلوم والمعارف الإسلامية , في الفقه والتفسير والحديث والأخلاق وغير ذلك .
وقد كان طلاب الامام الصادق (ع) يربون على أربعة الاف طالب من مختلف الأقطار والامصار والجنسيات واللغات والمذاهب والاتجاهات . ولم يكن (ع) يميز طالب على طالب على أساس الولاء او اللون او القومية وانما يتعامل مع الجميع على حد سواء .
اهتم الامام (ع) في دروسه بعلم الحديث كثيرا , ولذا نجد ان اكثر احاديث وردت عن الائمة كانت مروية عنه , وهو بلا شك يروي عن ابائه عن رسول الله (ًص) . وكذلك كان له اهتمام واضح في علم التفسير , فقد ملئت مرويات تفسيره للآيات الخافقين . وكان القران الكريم في منهجه هو المحور في المنظومة الإسلامية عموما . وكذلك نجده أولى اهتماما واضحا في علم العقيدة , فقد بين معالم أصول الدين وامهات المسائل العقائدية بأفضل بيان وشرح وتوضيح . ومن بين اهتماماته هو الرد على الزنادقة والدهريين والملاحدة والجبرية والقدرية والمرجئة وغير أولئك من الفرق والاتجاهات الضالة .
ان الحوزة العلمية كانت ولا زالت تمارس نفس الدور الذي مارسه رئيسها وسيدها مولانا الصادق (ع) , فمن يريد السير على خطى هذا الامام العظيم سادس أئمة اهل البيت عليهم السلام , فلابد له من التمسك بعلماء وفقهاء الحوزة العلمية , لانهم الامتداد الطبيعي لتلك المدرسة المباركة , فلا يدعي احد بانه من اتباع جعفر بن محمد (ع) وهو يدبر ويعرض عن الحوزة العلمية لحجج واهية وشبهات بثها أعداء الدين وشياطين الانس والجن . لأنه بذلك سوف ينقلب على دينه وائمته المعصومين . ومن هنا يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظا وافرا ) .
فمن الواجب على الامة الرجوع الى العلماء في كل شأن من شؤونهم , سواء اكانوا حكاما او محكومين , كما قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : (الملوك حكام الناس ، والعلماء حكام على الملوك) . فحكومة العلماء باعتبارهم ورثة الأنبياء , وهم حكام على القلوب والارواح , وان كان الملوك والسلاطين حكام على الأجساد .
وهذا بالضبط ما جعل الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول : ( إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء) . لان العالم يشكل محورية أساسية في الدين لا انه شخص يعيش على الدين . او يريد ان يتسلط على رقاب الناس .
وعلى هذا الأساس ننتظر من الناس ومن شيعة اهل البيت (عليهم السلام ) اجلال واحترام العلماء والاصغاء اليهم واتباع كلامهم , لانهم لا يقولون كلاما من عند انفسهم وانما يتبعون منهج الكتاب والسنة ويهتدون بهدي محمد وال محمد .
السيد فاضل الموسوي الجابري
الحوزة العلمية في النجف الاشرف
© Alhawza News Agency 2019