المقالات والبحوث

♦️ القرآن والكيل المعرفي الشيخ عماد مجوت

♦️ القرآن والكيل المعرفي     الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

♦️ القرآن والكيل المعرفي 

 

الشيخ عماد مجوت

 

ربما يجد الكثير منا صعوبة في مدح وإنصاف بعض العلماء والكتاب والمفكرين والمثقفين لأننا نختلف معهم توجها أو رؤية أو عرقا وبالتالي إذا ملكنا شجاعة بنحو ما سوف نسكت عن حقه الذي كان من المفترض ولو أخلاقياً الإشادة به ولو بأقل ما يمكن .

 

#والقرآن الكريم بواقعيته الأخلاقية يؤصل لثقافة الإشادة بحقوق الآخرين ولو كان مختلفاً معهم، فيضع ميزانا أخر يجب الوفاء بكيله هو الكيل المعرفي مشمولا بقوله تعالى:﴿وَيا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَالميزانَ بِالقِسطِ وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ﴾[هود: ٨٥].

 

#ليكون إعطاء الحقوق المعرفية لأهلها من أقدس موازن الصحة النفسية والاجتماعية التي دعا لها القرآن الكريم كما في قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسطِ وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلّا تَعدِلُوا اعدِلوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾[المائدة: ٨].

 

#فلا الخصومة تبرر تطفيف حقوقهم، ولا الإختلاف الديني أو المذهبي أو القومي أيضاً يبرر ذلك والقرآن مدح من لا يقبل منهجهم وسلوكهم، كما في قوله تعالى : ﴿وَمِن أَهلِ الكِتابِ مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيكَ وَمِنهُم مَن إِن تَأمَنهُ بِدينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيكَ إِلّا ما دُمتَ عَلَيهِ قائِمًا ذلِكَ بِأَنَّهُم قالوا لَيسَ عَلَينا فِي الأُمِّيّينَ سَبيلٌ وَيَقولونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمونَ﴾[آل عمران: ٧٥].

 وكذلك قوله تعالى:﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلَّذينَ آمَنُوا اليَهودَ وَالَّذينَ أَشرَكوا وَلَتَجِدَنَّ أَقرَبَهُم مَوَدَّةً لِلَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ قالوا إِنّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهبانًا وَأَنَّهُم لا يَستَكبِرونَ﴾[المائدة: ٨٢]، فانظر إلى الإنصاف القرآني كيف لم يكتم محاسن المختلف معه، وأي هدي أهدى من هذا!!!

 

#وكذلك من مصاديق إيفاء الكيل أن لا تمنع الحكمة مستحقها فتظلمها كما في الحديث المصدق بقوله تعالى:﴿وَأَنذِر بِهِ الَّذينَ يَخافونَ أَن يُحشَروا إِلى رَبِّهِم لَيسَ لَهُم مِن دونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفيعٌ لَعَلَّهُم يَتَّقونَ * وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ ما عَلَيكَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍ وَما مِن حِسابِكَ عَلَيهِم مِن شَيءٍ فَتَطرُدَهُم فَتَكونَ مِنَ الظّالِمينَ﴾[الأنعام: ٥١-٥٢].

 

#ولا تبذلها لغير أهلها فتظلمها كما في الحديث المصدق بقوله تعالى:﴿الأَعرابُ أَشَدُّ كُفرًا وَنِفاقًا وَأَجدَرُ أَلّا يَعلَموا حُدودَ ما أَنزَلَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾[التوبة: ٩٧].

 

#فلا ينبغي للمؤمن أن يتردد بمدح جوانب الإيمان والفكر والمعرفة مع المختلف معه فإنه من الإنصاف ومتابعة القرآن الهادي للتي هي أقوم ، وبها تزكية للنفس وقربا من التقوى كما تقدم في قوله"كونوا قَوّامينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسطِ وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلّا تَعدِلُوا اعدِلوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى", وإلا فهو تطفيف للحقوق لا يليق بمؤمن.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار