⭕️ (احذروا من انتشار المنكر والفساد.

فتح حانات الخمور وحفلات الغناء أنموذجاً)

✍️ الشيخ ميثم الفريجي

بسمه تعالى 

ورد في الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ وهو يتكلّم من قلب متوجِّع: (فَـ (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، ظَهَرَ الْفَسَادُ فَلاَ مُنْكِرٌ مُغَيِّرٌ، وَلاَ زَاجرٌ مُزْدَجِرٌ. أَفَبِهذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللهَ فِي دَارِ قُدْسِهِ، وَتَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِيَائِهِ عِنْدَهُ؟ هَيْهَاتَ! لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ، وَلاَ تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ)(1)

أقول/ ما أقرب انطباق هذا الوصف على عصرنا الحالي، حيث انتشار المنكر والفساد، مع قلّة من يُنكر من المؤمنين الصالحين ، وقلّةَ المعروف، فليتحمّل كلُّ واحدٍ منّا مسؤوليّته حسب استطاعته، حتّى لا يعمّنا غضب الله.

قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة/ 78-79).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): ( وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لما عمّوه بالرضى)(2)

ومن هنا حذرنا نبيُّنا الكريم (صلى الله عليه واله) من انتشار المنكر والفساد، وانقلاب المفاهيم الإسلامية الصحيحة والتنكّر للمعروف، ودعم المنكر ، لما يحمل ذلك من تبعات خطيرة على الأُمّة في الدنيا والآخرة ، حيث قال: (كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟. قالوا: "أوَ يكون ذلك يا رسول الله؟!قال صلى الله عليه وآله وسلم: بلى وشرٌّ من ذلك! كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟! قالوا: "أوَ يكون ذلك يا رسول الله؟!قال صلى الله عليه وآله وسلم: بلى وشر من ذلك! كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفاً؟!)(3)

 ☆☆☆☆☆☆☆

(1) نهج البلاغة: الخطبة رقم 129

(2) نهج البلاغة : الخطبة 201

(3) الكافي: ج5، ص 95، ح 14